خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ
٣٣
-فصلت

تفسير فرات الكوفي

قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثنا الحسن [ن: الحسين] بن [أبي. أ] العباس وجعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي قال! حدثنا نصر بن مزاحم عن الحسن بكار عن أبيه:
عن زيد بن علي [عليهما السلام. ر، ب] أنه قال في بعض رسائله:
عباد الله اتقوا الله، وأجيبوا إلى الحق، وكونوا أعواناً لمن دعاكم إليه ولا تأخذوا سنة بني إسرائيل: كذبوا أنبيائهم وقتلوا أهل بيت نبيهم.
ثم أنا [أذكركم أيها السامعون لدعوتنا [ر: لدعوته] المتفهمون لمقالتنا بالله العظيم الذي لم يذكر المذكرون بمثله، إذا ذكر [تمـ]ـوه وجلت قلوبكم واقشعرت] لذلك جلودكم ألستم تعلمون إنا أهل بيت نبيكم المظلومون المقهورون [من ولايتهم. أ، ر. أ: فلاسهم وفينا] ولا ميراث أعطينا ما زال قائلنا يقهر - يعني: يكذب - ويولد مولـ [ـو] دنا في الخوف، وينشأ ناشئنا بالقهر ويموت ميتنا بالذل.
ويحكم أن الله قد فرض عليكم جهاد أهل البغي والعدوان وفرض نصرة أوليائه الداعين إليه وإلى [ر: وفي] كتابه قال الله:
{ { ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز } [40/ الحج] وإنا قوم عصمنا [أ: غضبنا لله] ربنا، ونقمنا الجور المعمول به في أهل ملتنا، فوضعنا كل من توارث الخلافة وحكم بالهوى [ب، ر، أ: بالهواء!] ونقض العهد وصلى الصلاة لغير وقتها، وأخذ الزكاة من غير وجهها ودفعها إلى غير أهلها، ونسك المناسك بغير هديها، وجعل الفيء والأخماس والغنائم دولة بين الأغنياء ومنعها المساكين وابن السبيل والفقراء وعطل الحدود وحكم بالرشا والشفاعات وقرب الفاسقين فمثل بـ [ظ: وميل] الصالحين، واستعمل الخونة وخون أهل الأمانات، وسلط المجوس، وجهز الجيوش، وقتل الولدان، وأمر بالمنكر، ونهى عن المعروف، يحكم بخلاف حكم الله، ويصد عن سبيله، وينتهك محارم الله، فمن أشر عند الله منزلة ممن افترى على الله كذباً [ر: الكذب] أوصد عن سبيل الله وبغى في الأرض، ومن أعظم عند الله منزلة ممن أطاعه ودان بأمره وجاهد في سبيله، ومن أشر عند الله منزلة ممن يزعم أن بغير ذلك يحق عليه ثم ترك ذلك إستخفافاً لحقه [ب: بحقه] وتهاوناً في أمر الله وإيثاراً للدنيا { ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال: إنني من المسلمين } أولئك يدخلون الجنة.
فمن سألنا عن دعوتنا فإنا ندعو إلى الله وإلى كتابه وإيثاره على ما سواه وأن نصلي [أ: يصلى] الصلاة لوقتها ونأخذ [ر، ب: أخذ] الزكاة من وجهها وندفعها إلى أهلها، وننسك المناسك بهديها، ونضع الفيء والأخماس في مواضعها، ونجاهد المشركين بعد [أ، ر: لبعد] أن ندعوهم إلى [دين. ر] الحنيفية [ب: الحنفية] وأن نجبر الكسير ونفك الأسير ونرد [ر: نزد] على الفقير ونضع النخوة والتجبر والعدوان والكبر، وأن نرفق بالمعاهدين ولا نكلفهم مالا يطيقون.
اللهم هذا ما ندعو إليه ونجيب من دعا إليه ونعين ونستعين عليه غير [أ: خير] الجارية! ثم أنى بعد [أن. ر، أ] سمعها إلى النكوس! وإعزاز دينك اللهم فإنا نشهدك عليه يا أكبر الشاهدين شهادة ونشهد عليه [ب: على] جميع من أسكنته [في. ر] أرضك وسماواتك، اللهم ومن أجاب إلى ذلك من مسلم فأعظم أجره وأحسن ذخره [أ: ذكره] ومن عاجل السوء وآجله! فاحفظه وكن له ولياً وهادياً وناصراً.
ونسألك اللهم من أعوانك وأنصارك على إحياء حقك عصابة تحبهم ويحبونك، يجاهدون في سبيلك، لا تأخذهم فيك لومة لائم.
اللهم وأنا أول من أناب وأول من أجاب، فلبيك يا رب وسعديك فأ [نت أ] حق من دعي وأحق من أجيب، فواجبوا! إلى الحق وأجيبوا إليه أهله وكونوا لله أعواناً، فإنما ندعوكم إلى كتاب ربكم وسنة نبيكم الذي إذا عمل فيكم به استقام لكم دينكم، ومن استجاب لنا منكم على هذا فهو في حلّ مما أخذنا عليه وما أعطانا من نفسه [إن لم نستقم. أ، ر] على ما وصفنا من العمل بكتاب الله وسنة نبيه، ولسنا نريد اليوم غير هذا حتى نرى من أمرنا فإن أتم الله لنا ولكم ما نرجو كان أحق لهذا [ب: بهذا] الأمر أن يتولى أمركم الموثوق عند المسلمين فيه بدينه وفهمه وبابه وعلمه بكتاب الله وسنن الحق من أهل بيت نبيكم فإن اختار إلى محمد! وعترته اتبعه! وكنت معهم [ر: تبعهم] على ما اجتمعوا عليه [أ: إليه] وإن عرفوا إلى أقومهم بذلك استعنت بالله ورجوت توفيقه، [ولم أكن ابتز الأمة أمرها قبل اختيارها ولا استأثرت على أهل بيت النبي عليهم الصلاة والسلام. ر].
فلما أجابه [من أجابه. ر] وخذله [من خذله. أ] بعد البيان والحجة عليهم على من أتى! [ر: أنا]! هذا ممن [أ: فمن] يزعم أن الإمام جعفر بن محمد [عليه السلام. أ] بعث إليه ليجيء إلى جعفر بعد أن احتج إليهم في كل أمر كثير فصار يجيء إلى جعفر فأخبره بما قالوا وما دار بينهم فأجابه جعفر بخلاف ما قالوا وحلف له على ذلك.