خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ذَلِكَ ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ
٢٣
-الشورى

تفسير فرات الكوفي

{ قل: لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً إن الله غفورٌ شكور 23 }
قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن يوسف الأودي قال: حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا إسحاق بن محمد بن عبيد الله العرزمي قال: حدثنا القاسم بن محمد بن عقيل:
"عن جابر رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حائط من حيطان بني حارثة إذ جاء جمل أجرب أعجف حتى سجد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. قلنا لجابر: أنت رأيته؟ قال: نعم رأيته واضعاً جبهته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا عمر إنّ هذا الجمل قد سجد لي واستجار بي فاذهب فاشتره واعتقه ولا تجعل لأحدٍ عليه سبيلاً. قال: فذهب عمر فاشتراه وخلى سبيله ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله هذا بهيمة يسجد لك فنحن أحق أن نسجد لك سلنا على ما جئتنا به من الهدى أجراً سلنا عليه عملاً؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو كنت آمر أحداً يسجد لأحدٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" . فقال جابر: فوالله ما خرجت حتى نزلت الآية الكريمة: { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى }.
قال [فرات. أ، ب]: حدثني عبيد بن كثير قال: حدثنا علي بن حكيم قال: أخبرنا شريك عن [أبي] إسحاق قال: [سألت. أ، ب] عمرو بن شعيب في قوله [تعالى. ر]: { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } قال: قرابته من [أ: في] أهل بيته.
فرات قال: حدثني الحسين بن سعيد قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار قال: حدثنا الحسين بن الأشقر عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير:
"عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما نزلت [هذه. أ، ب] الآية: { قل: لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } قلت (قالوا): يا رسول الله من قرابتك الذين افترض الله علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وولدهما [أ، ب: وولدها]. ثلاث مرات يقولها" .
فرات قال: حدثنا [ب: ثني] محمد بن منصور بن (و) إبراهيم بن أحمد بن عمرو الهمداني قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا الحسين بن الأشقر قال: حدثنا [قيس عن الأعمش عن] سعيد بن جبير:
"عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية { قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى } قالوا: يا رسول الله من قرابتك الذين افترض الله علينا مودتهم. قال: علي وفاطمة وولدهما [أ: وولدها]. ثلاث مرات يقولها" .
فرات قال: حدثنا أحمد بن عيسى قال: حدثنا حرب قال: حدثنا الحسين بن الأشقر [عن قيس] عن الأعمش عن سعيد بن جبير:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
"لما نزلت هذه الآية: { قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى } قالوا: يا رسول الله فمن قرابتك هؤلاء الذين يجب ودنا لهم؟ قال: علي وفاطمة. [يقولها. ب] ثلاثاً" .
فرات قال: حدثنا الحسن بن العباس وجعفر بن محمد قالا حدثنا الحسن بن الحسين عن يحيى بن سالم عن الأعمش عن سعيد بن جبير:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
" لما نزلت [هذه. ب] الآية: { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } قالوا: يا رسول الله من قرابتك الذين [افترض. ب] الله علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وولدهما [ب: وولدها]" .
فرات قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا الحسين بن الأشقر قال: حدثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
"لما نزلت هذه الآية: { قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى } قيل: يا رسول الله من قرابتك الذين افترض الله مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وولدهما [أ: وولدها]. ثلاث مرات يقولها" .
قال: حدثني علي بن محمد بن علي بن عمر الزهري قال: حدثنا القاسم بن أحمد يعني [ابن. ب] إسماعيل قال: حدثنا جعفر - يعني ابن عاصم- ونصر وعبد الله - يعني ابن المغيرة - -عن محمد - يعني ابن مروان - عن الكلبي عن أبي صالح.
عن ابن عباس [رضي الله عنه. ب] في قوله [تعالى. ر]: { قل: لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى } قال ابن عباس رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة فكانت تنوبه نوائب وحقوق وليس في يديه سعة لذلك فقالت الأنصار: إن هذا الرجل قد هدانا الله على يديه وهو ابن أختكم تنوبه نوائب وحقوق وليس في يديه لذلك سعة فاجمعوا له من أموالكم مالا يضركم فتأتونه فيستعين به على ما ينوبه ففعلوا ثم أتوه فقالوا: يا رسول الله إنك ابن أختنا وقد هدانا الله على يديك وينوبك نوائب وحقوق وليس عندك لها سعة فرأينا أن نجمع من أموالنا فنأتيك به فتستعين به على ما [أ، ر: من] ينوبك وهو ذا. فأنزل الله [هذه الآية. ر] { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } يقول: إلاّ [أن] تود [و] ني في قرابتي.
[فرات. أ، ب] قال: حدثنا جعفر بن محمد الفزاري قال: حدثنا عباد بن (عن) عبد الله بن حكيم قال: كنت عند جعفر بن محمد عليه السلام فسأله رجل عن قوله [ر: قول الله]: { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } قال: إنا نزعم قرابة ما بيننا وبينه وتزعم قريش أنها قرابة ما بينه وبينهم وكيف يكون هذا وقد أنبأ الله أنه معصوم.
قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عثمان بن ذليل قال: حدثنا إِبراهيم - يعني [ابن إسحاق] الصيني- عن عبد الله بن حكيم [عن حكيم] بن جبير أنه قال: سألت علي بن الحسين بن علي عليهم السلام عن هذه الآية: { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } قال: هي قرابتنا أهل البيت من محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
قال: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا إبراهيم بن [إسحاق الصيني عن] عبد الله بن حكيم عن حكيم بن جبير
" عن حبيب بن أبي ثابت أنه أتى مسجد قبا وإذا فيه مشيخة من الأنصار فحدثوه أن علي بن الحسين أتاهم يصلي في مسجد قبا فسلموا عليه ثم قالوا: إن كنتم [إن. ب، ر] سلمتم إلينا فيما كان بينكم نشهدكم فإن مشيختنا حدثونا أنهم أتوا نبي الله في مرضه الذي مات فيه فقالوا: يا نبي الله قد أكرمنا الله وهدانا بك وأمنا وفضلنا بك فاقسم في أموالنا ما أحببت؟ فقال لهم نبي الله [صلى الله عليه وآله وسلم. أ، ر]: { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } فأمرنا بمودتكم" .
فرات قال: حدثنا عبد السلام بن مالك قال: حدثنا محمد بن موسى بن أحمد قال: حدثنا محمد بن الحارث الهاشمي قال: حدثنا الحكم بن سنان الباهلي عن ابن جريج:
"عن عطاء بن أبي رباح قال: قلت لفاطمة بنت الحسين: أخبريني جعلت فداك بحديث أحدث واحتج به على الناس. قالت: نعم أخبرني أبي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان نازلاً بالمدينة وأن من أتاه من المهاجرين! مرسوا أن يفرضوا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فريضة يستعين بها على من أتاه فأتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا: قد رأينا ما ينوبك من النوائب وإنا أتيناك لتفرض [أ، ب: لنفرض] من أموالنا فريضة تستعين بها على من أتاك.
قال: فأطرق النبي صلى الله عليه وآله وسلم طويلاً ثم رفع رأسه فقال: [ر: وقال] إني لم أؤمر [على. ب] أن أخذ منكم على ما جئتم به شيئاً، انطلقوا إني [أ، ب: فاني] لم أؤمر بشيءٍ وإن أمرت به أعلمتكم.
قال: فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد إنّ ربك قد سمع مقالة قومك وما عرضوا عليك وقد أنزل الله عليهم فريضة: { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى }. [قال:] فخرجوا وهم يقولون ما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ أن تذل [ر، أ: يذل] له الأشياء وتخضع [أ: يخضع] له الرقاب ما دامت السماوات والأرض لبني عبد المطلب.
قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [ر: النبي] إلى علي بن أبي طالب عليه السلام أن اصعد المنبر وادع الناس إليك ثم قل: [يا. ر] أيها الناس من انتقص أجيراً أجره فليتبوأ مقعده النار، [ومن ادعى إلى غير مواليه فليتبوأ مقعده من النار. خ (هـ)] ومن انتفى من والديه فليتبوأ مقعده من النار.!
قال: فقام رجل وقال: يا أبا الحسن ما لهن من تأويل؟ فقال: الله ورسوله أعلم. ثم أتى [أ: فأتى] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره فقال النبي [أ، ب: رسول الله]: ويل لقريش من تأويلهن - ثلاث مرات - ثم قال: يا علي انطلق فأخبرهم: إني أنا الأجير الذي أثبت الله مودته من السماء ثم أنا وأنت مولى المؤمنين وأنا وأنت أبوا المؤمنين.
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا معشر قريش والمهاجرين والأنصار. فلما اجتمعوا قال: يا أيها الناس إن علياً أولكم إيماناً بالله، وأقومكم بأمر الله، وأوفاكم بعهد الله، وأعلمكم بالقضية، وأقسمكم بالسوية، وأرحمكم بالرعية، وأفضلكم عند الله مزية [ن: حرمة].
ثم قال: إن الله مثل لي أمتي في الطين وعلمني أسماءهم كما { علم آدم الأسماء كلها } [13/ البقرة] ثم عرضهم فمرّ بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي وشيعته وسألت ربي أن تستقيم أمتي على علي من بعدي فأبى إلا أن يضل من يشاء ويهدي من يشاء، ثم ابتدأني ربي في علي بسبع [ر، ب: سبع] خصال:
أما أولاهن: فإنه أول من ينشق [عنه. ب] الأرض [معي. ر] ولا فخر.
وأما الثانية: فإنه [يذود (أعداءه: ب) عن حوضي كما. ب، خ] يذود الرعاة غريبة الإبل.
وأما الثالثة: فإن من فقراء شيعة علي ليشفع في مثل ربيعة ومضر.
وأما الرابعة: فإنه أول من يقرع باب الجنة معي ولا فخر.
وأما الخامسة: فإنه أول من يزوج من الحور العين معي ولا فخر.
وأما السادسة: فإنه أول من يسكن معي في عليين ولا فخر.
وأما السابعة: فإنه أول من يسقى { من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون }"
.
قال: حدثني عبد السلام قال: حدثنا هارون بن أبي بردة قال: حدثنا جعفر بن الحسن عن يوسف عن الحسين بن إسماعيل بن متمم [ر: متم] الأسدي عن سعد بن طريف التميمي:
عن الأصبغ [ر: اصبغ] بن نباتة قال: كنت جالساً عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في مسجد الكوفة فأتاه رجل من بجيلة يكنى أبا خديجة ومعه ستون رجلاً من بجيلة فسلم وسلموا ثم جلس وجلسوا ثم إن أبا خديجة قال: يا أمير المؤمنين أعندك سر من أسرار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحدثنا به؟ قال: نعم يا قنبر ائتني بالكتابة ففضها فإذا في أسفلها سليفة مثل ذنب الفارة مكتوب فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم إن لعنة الله وملائكته والناس أجمعين على من انتمى إلى غير مواليه، ولعنة الله وملائكته والناس أجمعين على من أحدث في الإسلام أو آوى محدثاً، ولعنة الله على من ظلم أجيراً أجره، ولعنة الله على من سرق منار الأرض وحدودها يكلف يوم القيامة أن يجيء بذلك من سبع سماوات وسبع أرضين.
ثم التفت إلى الناس فقال: والله لو كلفت هذا دواب الأرض ما أطاقته. فقال له أبو خديجة: ولكن أهل البيت موالي كل مسلم فمن تولى [ب: يوالى] غير مواليه. فقال: لست حيث ذهبت يا أبا خديجة ولكنا أهل البيت موالي كل مسلم فمن تولى غيرنا فعليه مثل ذلك [قال: ليس حيث ذهبت. ر] يا أبا خديجة [والأجير. ب] ليس بالدينار ولا بالدينارين ولا بالدرهم ولا بالدرهمين بل من ظلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجره في قرابته قال الله تعالى: { قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى } فمن ظلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجره في قرابته فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
[فرات. أ، ب] قال: حدثني عبيد بن كثير قال: حدثني يحيى بن الحسن بن فرات القزاز قال: حدثنا عامر بن كثير السراج [عن زياد. حيلولة].
وحدثني الحسين بن سعيد قال: حدثنا محمد بن علي [بن خلف العطار] قال: حدثنا زياد بن المنذر قال:
سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام وهو يقول:
شجرة أصلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفرعها علي بن أبي طالب وأغصانها فاطمة بنت النبي [أ، ب: محمد] وثمرها الحسن والحسين [عليهم الصلاة والسلام والتحية والإكرام. أ، ر] فإنها شجرة النبوة وبيت [ي: نبت] الرحمة، ومفتاح الحكمة، ومعدن العلم، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، وموضع سر الله ووديعته، والأمانة التي عرضت على السماوات والأرض والجبال، وحرم الله الأكبر، وبيت الله العتيق وذمته [ي: حرمه]، وعندنا علم المنايا والبلايا والقضايا والوصايا وفصل الخطاب ومولد الاسلام وأنساب العرب.
كانوا نوراً مشرقاً حول عرش ربهم فأمرهم فسبحوا فسبح أهل السماوات لتسبيحهم، وأنهم لصافون وأنهم لهم المسبحون، فمن أوفى بذمتهم فقد أوفى بذمة الله، ومن عرف حقهم فقد عرف حق الله، هؤلاء عترة رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم. أ، ب]، ومن جحد حقهم فقد جحد حق الله، هم ولاة أمر الله وخزنة وحي الله وورثة كتاب الله، وهم المصطفون باسم الله وأمنائه على وحي الله.
هؤلاء أهل بيت النبوة ومضاض الرسالة والمستأنسون بخفيق أجنحة الملائكة، من كان يغدوهم جبرئيل [بأمر. أ، ب] الملك الجليل بخير التنزيل وبرهان الدلائل.
هؤلاء أهل بيت [ر: البيت] أكرمهم الله بشرفه، وشرفهم بكرامته، وأعزهم بالهدى، وثبتهم بالوحي، وجعلهم أئمة هداة، ونوراً في الظلم للنجاة، واختصهم لدينه، وفضلهم بعلمه، وآتاهم ما لم يؤت أحداً من العالمين، وجعلهم عماداً لدينه، ومستودعاً لمكنون سره، وأمناء على وحيه، مطلبا! [ي: نجباء] من خلقه، وشهداء على بريته، واختارهم الله واجتباهم، وخصهم واصطفاهم، وفضلهم وارتضاهم، وانتجبهم وانتفلهم [ي: وانتقاهم]، وجعلهم نوراً للبلاد وعماداً للعباد، [وأدلاء للأمة على الصراط فهم أئمة الهدى والدعاة إلى التقوى وكلمة الله العليا. ي] وحجته العظمى.
هم النجاة والزلفى، هم الخيرة الكرام، هم القضاة الحكام، هم النجوم الأعلام، هم الصراط المستقيم، هم السبيل الأقوم، الراغب عنهم مارق والمقصر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق، هم نور الله في قلوب المؤمنين والبحار السائغة للشاربين، أمن لمن إليهم التجأ، وأمان لمن تمسك بهم، إلى الله يدعون، وله يسلمون، وبأمره يعملون وببيناته [ر: وببيانه. ي: وبكتابه] يحكمون.
فيهم بعث الله رسوله، وعليهم هبطت ملائكته، وبينهم نزلت سكينته، وإليهم بعث [ر: نفث] الروح الأمين منّاً من الله عليهم، فضلهم به وخصهم بذلك، وآتاهم تقواهم [و. ب] بالحكمة قواهم، فروع طيبة وأصولٌ مباركة، مستقر قرار الرحمة، خزان العلم، وورثة الحلم، وأولوا التقى والنهى، والنور والضياء، وورثة الأنبياء وبقية الوصايا.
منهم الطيب ذكره، المبارك اسمه محمد [صلى الله عليه وآله وسلم. أ، ب] المصطفى والمرتضى ورسوله الأمي.
ومنهم الملك الأزهر والأسد المرسل [حمزة بن عبد المطلب. ب].
ومنهم المستسقى به يوم الرمادة العباس بن عبد المطلب عم رسول الله وصنو أبيه.
و [منهم] [جعفر. ب] ذو الجناحين والقبلتين والهجرتين والبيعتين من الشجرة المباركة صحيح الأديم وضاح البرهان.
ومنهم حبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأخوه والمبلغ عنه من بعده، البرهان والتأويل ومحكم التفسير أمير المؤمنين وولي المؤمنين ووصي رسول رب العالمين علي بن أبي طالب عليه من الله الصلوات الزكية والبركات السنية.
هؤلاء الذين افترض الله مودتهم وولايتهم على كل مسلم ومسلمة فقال في محكم كتابه لنبيه: { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً إن الله غفورٌ شكورٌ }.
قال أبو جعفر [محمد بن علي. أ، ر] عليهما السلام: اقتراف الحسنة حبنا [ي: مودتنا] أهل البيت.
قال: حدثني عبيد بن كثير قال: حدثنا الحسين بن نصر قال: حدثنا أيوب بن سليمان الفزاري قال: حدثنا أيوب بن علي بن الحسين بن سمط قال: سمعت أبي يقول: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
"لما نزلت الآية { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } قال: جبرئيل عليه السلام: يا محمد إن لكل دين أصلاً ودعامة وفرعاً وبنياناً وإن أصل الدين ودعامته قول لا إله إلا الله وإن فرعه وبنيانه محبتكم أهل البيت فيما وافق الحق ودعا إليه" .
قال: حدثنا العباس بن محمد بن الحسين الهمداني الزيات قال: أخبرني أبي عن صفوان بن يحيى عن إسحاق - يعني ابن عمار - عن حفص الأعور عن محمد بن مسلم:
عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما بعث الله نبياً قط إلا قال لقومه: { قل: لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } قال: ثم قال: أما رأيت الرجل يود الرجل ثم لا يود قرابته فيكون في نفسه عليه شيء فأحب الله إن أخذوه أخذوه مفروضاً وإن تركوه تركوه مفروضاً.
قال: قلت: قوله: { ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً } قال: هو التسليم لنا والصدق [أ، ب: والتصديق] فينا وأن لا يكذب علينا.
[فرات. أ، ب] قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن يوسف قال: حدثنا علي بن بزرج الحناط قال: حدثني علي بن حسان عن عمه عبد الرحمان بن كثير:
عن أبي جعفر عليه السلام [في. أ] قوله [تعالى. ر]: { قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى } ثم إن جبرئيل [عليه السلام. ر] أتاه فقال: يا محمد إنك قد قضيت نوبتك [أ، ب: نبوتك] واسلبتك أيامك فاجعل الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي، وإني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم يعرف به طاعتي ويعرف به ولايتي ويكون حجة لمن ولد فيما يتربص النبي إلى خروج النبي الآخر. فأوصى إليه بالاسم [الأكبر. أ، ب] و [هو. ر] ميراث العلم وآثار علم النبوة، وأوصى إليه بألف باب يفتح لكل باب ألف باب وكل كلمة ألف كلمة، ومرض يوم الاثنين! [وقال: يا علي لا تخرج. خ] ثلاثة أيامٍ حتى تؤلف [أ، ب، ر: يؤلف] كتاب الله كي لا يزيد فيه الشيطان شيئاً ولا ينقص منه شيئاً فإنك في ضد سنة وصي سليمان عليه الصلاة والسلام. فلم يضع علي رداءه على ظهره حتى [جمع القرآن] فلم يزد فيه الشيطان شيئاً ولم ينقص منه شيئاً.
قال: حدثنا الحسين بن الحكم قال: حدثنا إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة عن أبي هارون العبدي عن محمد بن بشر:
عن محمد بن الحنفية أنه خرج إلى أصحابه ذات يوم وهم ينتظرون خروجه فقال: تنجزوا البشرى من الله فوالله ما من أحدٍ يتنجز البشرى من الله غيركم، ثم قرأ هذه الآية: { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } قال: نحن من أهل البيت [و] قرابته جعلنا الله منه وجعلكم منا ثم قرأ هذه الآية: { هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين } وإحدى الحسنيين الموت ودخول الجنة [أ] وظهور أمرنا فيريكم الله ما يقر به أعينكم. ثم قال: أما ترضون أن صلاتكم تقبل وصلاتهم لا تقبل، وحجكم يقبل وحجهم لا يقبل. قالوا: لم يا أبا القاسم؟ قال: فإن ذلك لذلك { ب، ر: كذلك].