خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي ٱلإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَٱسْتَغْلَظَ فَٱسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً
٢٩
-الفتح

تفسير فرات الكوفي

{ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً 29 }
قال: حدثني سعيد بن الحسن بن مالك قال: حدثنا بكار عن الحسن بن الحسين قال: حدثنا منصور بن مهاجر عن سعاد [ر: سعد]:
عن أبي جعفر عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية: { محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً } قال: [ر: فقال] مثلٌ أجراه الله في شيعتنا كما يجري لهم في الأصلاب ثم يزرعهم في الأرحام ويخرجهم للغاية التي أخذ عليهم ميثاقهم في الخلق، فمنهم أتقياء [و. ر] شهداء، ومنهم الممتحنة قلوبهم، ومنهم العلماء، ومنهم النجباء ومنهم النجداء ومنهم أهل التقى، ومنهم أهل التقوى ومنهم أهل التسليم، فازوا بهذه الأشياء سبقت لهم من الله وفضلوا بما فضلوا وجرت للناس بعدهم في المواثيق حالهم أسماؤهم حد المستضعفين وحد المرجون لأمر الله حداً [إما يعذبهم] وإما أن يتوب عليهم، وحد عسى أن يتوب عليهم، وحد لابثين فيها [أبداً وحد لابثين فيها. أ، ب] أحقاباً، وحد خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض، ثم حد الاستثناء من الله من الفريقين منازل الناس في الخير والشر، خلقان من خلق الله فيهما المشية فمن شاء من خلقه في قسمه ما قسم له تحويل عن حال زيادة في الأرزاق أو نقص منها أو تقصير في الآجال، وزيادة فيها أو نزول البلاء أو دفعه، ثم أسكن الأبدان على ما شاء من ذلك فجعل منه شعراً في القلوب ثابتاً لأهله ومنه عواري من القلوب والصدور إلى أجل له وقت فإذا بلغ وقتهم انتزع ذلك منهم، فمن ألهمه الله الخير وأسكنه في قلبه بلغ منه غايته التي أخذ عليها ميثاقه في الخلق الأول.