{قل لا أملك لنفسي ضرَّاً} من مرض أو فقر {ولا نفعاً} من صحة أو غنى {إلاَّ ما شاء الله} استثناء منقطع أي ولكن ما شاء الله من ذلك فهو كائن {لكل أمة أجل} يعني أن عذابكم له أجل عند الله وحد محدود من الزمان {إذا جاء أجلهم} إلى آخرها يعني بل يهلكهم الله في ذلك الوقت من غير تقديم ولا تأخير {قل} يا محمد لهؤلاء المكذبين {أرأيتم} أعلمتم استفهام والمراد التقرير {ان أتاكم عذابه بياتاً} أي ليلاً {أو نهاراً ماذا يستعجل منه المجرمون} يعني أي شيء يستعجل منه المجرم وما الذي يحصل له منه {أَثمّ إذا ما وقع} أي نزل بهم وحلّ ما استعجلوه {آمنتم به} في وقت اليأس، قيل: بالله، وقيل: بالقرآن وصدق وعيده {الآن} إضمار تقديره وقيل لكم الآن تصدقون به {وقد كنتم به تستعجلون} تكذبون {ويستنبئونك} أي يستخبرون ويطلبون منك الخبر يا محمد ما جئت به من النبوءات والقرآن والشرائع، وقيل: ما تعدنا به من البعث والقيامة {قل} يا محمد {إي وربي إنَّه لحق} أي كائن لا شك فيه، قوله تعالى: {وما أنتم بمعجزين} يعني ما أنتم بفائتين، وقيل: غالبين {ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به} أي ولو أن لكل نفس ظالمة ما في الأرض أي ما في الدنيا اليوم من خزائنها وأموالها ومنافعها على كثرتها لافتدت به ولكن لا يقبل الفداء منها وإن كثر {وأسروا الندامة}، قيل: أخفوا الندامة على ما سلف منهم من الكفر، وقيل: رؤساء الضلال أخفوها من الاتباع، وقيل: أسروا الندامة أظهروا الندامة {لما رأوا العذاب} أي عاينوا ذلك {وقضي بينهم} حكم وفصل الأمر بينهم، وقيل: بين المؤمنين والكافرين، وقيل: بين الرؤساء والأتباع {ألاَّ إنَّ لله ما في السموات والأرض} خلقاً وملكاً {الا ان وعد الله حق} لا خلف فيه {ولكن أكثرهم لا يعلمون} قوله تعالى: {يأيها الناس} خطاب جامع لكل المكلفين {قد جاءتكم موعظة من ربكم} يعني القرآن {وشفاء لما في الصدور} أي دواء من العقائد الفاسدة ودعاء إلى الحق، ورحمة لمن آمن به، يعني بالقرآن بالإجماع {قل} يا محمد {بفضل الله} الاسلام {وبرحمته} القرآن وعن ابن عباس: بفضل الله القرآن وبرحمته الاسلام، وقيل: بفضل الله الدين وبرحمته ان جعلكم من أهله، وقيل: بفضل الله القرآن وبرحمته السنن، وعن أنس (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "من هداه الله للاسلام وعلمه القرآن ثم شكا الفاقة كتب الله الفقر بين عينيه إلى يوم القيامة" .