خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ فَمَا ٱخْتَلَفُواْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
٩٣
فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ
٩٤
وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ
٩٥
إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ
٩٦
وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ
٩٧
فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْيِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ
٩٨
وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ
٩٩
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ
١٠٠
قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ
١٠١
-يونس

تفسير الأعقم

قوله تعالى: { ولقد بوَّأنا بني إسرائيل } أي مكنّا، وقيل: هيّأنا لهم منازل يرجعون إليها، وقوله تعالى: { مبوّأ صدق } منزلاً صالحاً وهو مصر والشام { ورزقناهم من الطيبات } الحلال وهو مواريث أهل مصر والشام فإنهم أخرجوا وتركوا أموالهم وديارهم فأغرقوا { فما اختلفوا } يعني بني إسرائيل وهم اليهود الذين كانوا زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا على الاقرار بالنبي قبل مبعثه { فإن كنت في شك }، قيل: الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: لغيره، فمن قال أن الخطاب لغيره فالمعنى فإن كنت أيها الإنسان أو أيها السامع { مما أنزلنا إليك } يعني القرآن والشرائع { فاسأل الذين يقرؤون الكتاب } يعني سل مؤمني أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وابن صوريا وتميم الداري وكعب الأحبار فإنهم يخبرونك بما في كتابك { فلا تكونن من الممترين } الشاكين { ولا تكونن } أيها السامع { من الذين كذبوا بآيات الله }، قوله تعالى: { إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون }، قيل: كلامه إخباره أنهم لا يؤمنون، وقيل: وعيده إنهم يصيرون إلى العذاب، وقيل: سخطه عليهم { فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها الاَّ قوم يونس } استثنى من القرى وهو استثناء منقطع بمعنى ولكن قوم يونس { لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا } روي أن يونس (عليه السلام) بعث الى قومه فكذبوه فذهب عنهم مغاضباً فلما فقدوه خافوا نزول العذاب فلبسوا المسوح وعجوا أربعين ليلة، وقيل: قال لهم يونس: ان أجلكم أربعين ليلة، فقالوا: إن رأينا أسباب العذاب آمنا بك، فلما مضت خمس وثلاثون ليلة أغامت السماء غيماً أسوداً هائلاً يدخن دخاناً شديداً، ثم هبط حتى تغشى مدينتهم وسوّد سطوحهم، فلبسوا المسوح وبرزوا إلى الصعيد بأنفسهم ونسائهم وصبيانهم ودوابهم، وفرقوا بين النساء والصبيان، وبين الدواب وأولادها، فحنّ بعضها إلى بعض وأظهروا الايمان والتوبة وتضرعوا إلى الله فرحمهم وكشف عنهم كان يوم الجمعة يوم عاشوراء وعلت الأصوات والعجيج، وعن ابن مسعود: بلغ من توبتهم أن ردّوا المظالم حتى أن الرجل يقلع الحجر وقد وضع عليها أساس فيرده، وروي أنه لما أتاهم مقدمة العذاب خرجوا إلى شيخ من بقية علمائهم فقالوا: قد نزل بنا ما ترى من العذاب فقال لهم قولوا: يا حي حين لا حي، ويا محيي الموتى، ويا حي لا إله إلاَّ أنت، فقالوا ذلك فكشف الله عنهم وكان يوم الجمعة يوم عاشوراء { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً } قال ابن عباس: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حريصاً على إيمان جميع الناس فأنزل الله هذه الآية يعني ولو شاء ربك لأكرههم ولو أكرههم لما يستحقوا عليه ثواباً { وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله } يعني بعلمه { ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون } ذماً لهم، قيل: الرجس العذاب، وقيل: الغضب { قل } يا محمد لمن سألك الآيات { انظروا } أي تفكروا { ماذا في السموات والأرض } من العبر والدلائل من اختلاف الليل والنهار والنجوم والأفلاك وما خلق الله من الجبال والبحار، وما أنبت الله من الأشجار والثمار وما أخرج من الحيوانات، وما ينزل من السماء من أنواع المطر ورتق السماء بلا عمد وغير ذلك من آيات الله الباهرة.