قوله تعالى: {وإلى عاد أخاهم هودا}، قيل: أخاهم من النسب {قال يا قوم اعبدوا الله}، قيل: وحدوه {ما لكم من إله غيره} يعني ما تعبدون من الأوثان {إن أنتم إلاَّ مفترون} كاذبون في قولكم الأوثان آلهة {يا قوم لا أسألكم عليه أجراً} أي على تبليغ الرسالة {إن أجري إلاَّ على الذي فطرني} أي خلقني {أفلا تعقلون} ما أقول لكم {ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه}، قيل: آمنوا به وتوبوا من عبادة غيره، وقيل: المراد بالاستغفار الايمان، وقيل: توبوا إليه لأن التوبة استغفار {يرسل السماء عليكم مدراراً} يعني المطر متتابعاً، وقيل: غزيراً كثيراً {ويزدكم قوة إلى قوتكم} أي شدة إلى شدَّتكم، وقيل: هي الأولاد الذين يقوى بهم، وروي أن الله تعالى حبس عنهم المطر وأعقم أرحام النساء ثلاث سنين فقال لهم هود: إن آمنتم أحيى الله بلادكم ورزقكم المال والولد ومن أراد استيفاء قصة هود فقد تقدمت في سورة الأعراف {وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين} أي بمصدقين {إن نقول الاَّ اعتراك بعض آلهتنا بسوء} أي خبلك ومسك بجنون لسبّك إياها وصدّك عنها {قال} لهم هود {إني أشهد الله واشهدوا اني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون} أنتم وآلهتكم أعجل ما تفعلون من غير أنظاري فإني لا أبالي بكم ولا بكيدكم {ما من دابَّة إلاَّ هو آخذ بناصيتها} تمثيل لأن من عادة العرب استعمال ذلك إذا وصفوا إنساناً بالذُّل والخضوع {فإن تولّوا} فإن أعرضتم {فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوماً غيركم} أي يهلككم الله ويحيي بقوم آخرين يخلفوكم في دياركم {ولا تضرونه} بشيء بتوليتكم عنه {إن ربي على كل شيء حفيظ} أي رقيب عليه فما يخفى عليه أعمالكم قوله تعالى: {ولما جاء أمرنا نجّينا هوداً والذين آمنوا معه}، قيل: كانوا أربعة آلاف وذلك أن الله تعالى بعث عليهم السموم فكانت تدخل من أنوفهم وتخرج من أدبارهم فتقطعهم عضواً عضواً، فذلك قوله تعالى: {ونجيناهم من عذاب غليظ}، وقيل: أراد بالتنجية من عذاب الآخرة ولا عذاب أغلظ منه {وتلك عاد} أي وتلك عاد في بطشهم وقوتهم {جحدوا بآيات ربهم}، وقيل: بالدلالة والحجج {وعصوا رسله} أراد هوداً وحده وإنما جمع لأن من كذَّب رسولاً واحداً فقد كذَّب جميع الرسل {وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة}، قيل: لعنهم الله تعالى، وقيل: لعنتهم الملائكة {ويوم القيامة} أي ويقال لهم يوم القيامة {ألا إِنَّ عاداً} الآية.