{ولقد أرسلنا موسى بآياتنا} أي حججنا، قيل: العصا واليد {وسلطان مبين} أي حجة بينة واضحة، وقيل: الآيات فيها سلطان مبين لموسى على صدق نبوته ويجوز أن يريد بالسلطان المبين العصا لأنها أبهرها {إلى فرعون وملئه} قيل: أشراف قومه، وقيل: جماعته و{اتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة} أي كما كان قدوة لهم في الضلال كذلك يقدمهم في الآخرة إلى النار وهم يتبعونه {وبئس الورد المورود} أي بئس المنزل الموصول إليه، وقيل: بئس المدخل لمن دخله {واتبعوا في هذه لعنة} يعني اتبعهم الله تعالى وملائكته والمؤمنون في هذه الدنيا بعد هلاكهم لعنة، وقيل: أهل الدنيا يلعنونهم في الدنيا وأهل الدنيا يلعنونهم في القيامة {وبئس الرفد المرفود}، قيل: الرفد المعونة التي أعانهم فرعون على الباطل، وبئس العون إذا كان يفضي إلى النار، وقيل: بئس المعونة لهم بأن أدخلهم النار {ذلك من أنباء القرى} أي أخبار البلاد وقصص الأنبياء والأمم {نقصّه عليك} يا محمد {منها قائم} لم يذهب وإن كان خالياً عن الأهل {وحصيد} قد خرب وذهب، وقيل: قائم له أثر، وحصيد لا أثر له، وقيل: القائم القرى التي لم تهلك والحصيد التي قد أهلكت {وما ظلمناهم} بإهلاكهم {ولكن ظلموا أنفسهم} بأن كفروا وعصوا الأنبياء {وما زادوهم غير تتبيب} يعني غير تخسير {إن في ذلك لآية} أي في أحد هؤلاء علامة وبرهاناً {لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس} يعني يجتمع الخلق فيه للجزاء {وذلك يوم مشهود} يشهده أهل السموات والأرض، وقيل: يشهده المتقون ويساق إليه المجرمون، وقيل: يشهده الملائكة والأنبياء {وما نؤخره} يعني الجزاء والعذاب {إلا لأجل معدود} قد عرف {يوم يأتي} يعني الجزاء والقيامة {لا تكلم نفس إلاَّ بإذنه} يعني لا تكلم في ذلك اليوم إلا بأمره فلا يتكلم أحد حتى يؤذن له، وقيل: هي مواقف ففي بعضها يجادلون عن أنفسهم، وفي بعضها يكفون عن الكلام فلا يؤذن لهم، وفي بعضها يختم على أفواههم وتكلم أيديهم وتشهد أرجلهم، وقوله تعالى: {فمنهم شقي وسعيد} يعني من الناس شقي بعلمه وسعيد ناج مفلح.