{ أتى أمر الله فلا تستعجلوه } أي جاء عقابه لمن أقام على التكذيب، وقيل: القيامة أو نزول العذاب يوم بدر وكانوا يستعجلون ما وعدوا من قيام الساعة استهزاءً وتكذيباً فقيل لهم: { أتى أمر الله } أي هو بمنزلة الآتي الواقع وإن كان منتظراً لقرب وقوعه { فلا تستعجلوه } وروي أنها لما نزلت اقتربت الساعة، قال الكفار فيما بينهم: إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت، فأمسكوا عن بعض ما تعملون حتى ننظر ما هو كائن، فلما تأخرت قالوا: ما نرى شيئاً، فنزلت: { اقترب للناس حسابهم } فأشفقوا وانتظروا قربها، فلمَّا امتدت الأيام قالو: يا محمد ما نرى شيئاً مما تخوفنا به، فنزلت: { أتى أمر الله } فوثب رسول الله ورفع الناس رؤوسهم فنزل { فلا تستعجلوه } فاطمأنوا { ينزل الملائكة بالروح }، قيل: القرآن، وسمي روحاً لأنه حياة النفس بالإرشاد إلى الدين { أن أنذروا أنه لا إله إلاَّ أنا } اعلموا بأن الأمر ذلك، والمعنى اعلموا الناس قولي { لا إلا إلاَّ أنا فاتقون } { خلق السموات والأرض بالحق } وخلق الانسان وما يصلحه { والأنعام خلقها لكم }، قيل: البقر والإِبل والغنم { فيها دفء } للناس، وقيل: الدفء ما يستدفأ به من أشعارها وأوبارها { ومنافع } يعني سائر ما ينتفع به من اللبن والركوب والنسل وغير ذلك { ولكم فيها } أي في الأنعام { جمال } أي حسن منظر، وقيل: الجمال ما يستحسن بعضه { حين تريحون } أي تروّحو لها بالعشي وذلك أعجب ما يكون إذا راحت من مرعاها { وحين تسرحون } أي حين ترسلونها إلى المرعى { وتحمل أثقالكم } أي أمتعتكم إلى بلد غير بلدكم، قيل: مكة، وقيل: سائر البلدان { لم تكونوا بالغيه } أي تصلون اليه إذا أردتم المصير إليه، وحملتم على ظهوركم { إلاَّ بشق الأنفس } ويجوز أن يكون المعنى { لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم } حيث رحمكم بخلق هذه الحوامل { والخيل والبغال والحمير } عطف على الأنعام، أي خلق هذه للركوب والزينة { ويخلق ما لا تعلمون }، قيل: في الجنة من النعم لأهلها، وفي النار من العقوبات لأهلها، وقيل: هو عام في كل شيء خلق ولا نعلمه.