خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً
٢٦
إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُوۤاْ إِخْوَانَ ٱلشَّيَاطِينِ وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً
٢٧
وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ٱبْتِغَآءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً
٢٨
وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً
٢٩
إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً
٣٠
وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً
٣١
وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً
٣٢
وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي ٱلْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً
٣٣
-الإسراء

تفسير الأعقم

{ وآت ذا القربى حقه } يعني أقارب الانسان من صلة رحمه، وقيل: أراد قرابة الرسول، وقيل: أراد أيها الانسان أو أيها السامع وهو ما يجب في القرابة من النفقة وصلة الرحم { والمسكين } هو الفقير الذي لا شيء له { وابن السبيل } المنقطع عن ماله { ولا تبذر تبذيراً } قال مجاهد: لو انفق مُداً في باطل كان مبذراً، ولو أنفق جميع ماله في حق ما كان مبذراً، وقيل: إنفاق المال في غير حقه { إن المبذرين } المسرفين المنفقين أموالهم في المعاصي { كانوا إخوان الشياطين }، قيل: إنهم إخوانهم باتباعهم على آثارهم، وقيل: يقرن بينهم وبين الشياطين في النار { وكان الشيطان لربه كفوراً } { وإما تعرضنّ عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها } الآية نزلت في بلال وصهيب وسالم وخباب، وكانوا يسألون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يحتاجون اليه ولم يجد شيئاً فيعرض عنهم حياء، وروي أنه كان يسكت فلما نزلت الآية كان يقول: "يرزقنا الله وإياكم" ، وهو قول ميسور، وعن جابر قال: "بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قاعداً ذات يوم إذ جاء صبي فقال: يا رسول الله ان أمي تستكسيك درعاً، ولم يكن عنده غير قميصه الذي هو لابسه فقال للصبي: من ساعة إلى ساعة نظر فقعد فعاد إلى أمه، فقالت أمه: اذهب وقل له، فعاد إليه فدفعه إليه، وأذَّن بلال للصلاة وانتظر ولم يخرج، فدخل إليه بعضهم فرآه عرياناً" ، فنزل قوله: { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط }، وقوله: { ابتغاء رحمة من ربك } يعني انتظار رزق يأتيك من ربك، قيل: هو الغنيمة، وقيل: سائر ما يرجو الله تعالى { فقل لهم قولاً ميسوراً } أي اصرفهم بقول لين، ومعنى { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك } هذا كناية عن قبض اليد عن الانفاق، وتقديره لا تمسك يدك من النفقة كالمشدود يده إلى عنقه { ولا تبسطها كل البسط } أي لا تنفق جميع ما عندك وتذر نفسك وعيالك { فتقعد ملوماً محسوراً } المحسور الذي داخله الحسرة، وقيل: منقطعاً بك لا شيء عندك { إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } أي يوسع ويضيق بحسب المصلحة ويوسع مرة ويضيق أخرى { إنه كان بعباده خبيراً بصيراً } { ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق } خوف فقر عن ابن عباس فكانوا يأدون البنات فيدفنوهن أحياء، والآية نزلت في الجاهلية، وقيل: مخافة العار { نحن نرزقهم وإياكم } يعني هو المتكفل برزقهم ورزقكم، وقوله: { خطئاًً كبيراً } الخطء والخطّاء لغتان، وقيل: الكسر ما كان عمداً والفتح ما كان خطأ سهواً، يعني إثماً كبيراً { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة } أي معصية عظيمة قبيحة { وساء سبيلاً } أي بئس الطريق الزنا { ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوماً } بغير حق { فقد جعلنا لوليّه سلطاناً } ولي من يرث امرأة كانت أو رجلاً { فلا يسرف في القتل } والاسراف هو أن يقتل وليّه غير قاتله، وكانوا يتعدون إلى غير القاتل من الحميم والقريب، وقيل: لا يقتل اثنين بواحد { إنه كان منصوراً }، قيل: الكناية ترجع إلى الولي، يعني أن الولي كان منصوراً.