{وكذلك بعثناهم} أي أيقظناهم من رقدتهم {ليتساءلوا بينهم} يعني يسأل بعضهم بعضاً، ويتعرفون حالهم، وما صنع الله بهم {قال قائل منهم كم لبثتم} في نومكم {قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم}، قيل: أخبروا بذلك عن غالب ظنهم ولذلك وقع السؤال لأن النائم لا يعلم مقدار لبثه، وقيل: إنهم دخلوا غدوة وناموا واستيقظوا في آخر النهار رأوا الشمس فقالوا: {أو بعض يوم}، وقيل: دخلوا الكهف بعد زوال الشمس وانتبهوا في آخر النهار {ربكم أعلم بما لبثتم} إنكاراً عليهم من بعضهم وأن الله أعلم بمدة لبثهم، وقيل: رئيسهم لما سمع الاختلاف بينهم قال ذلك، وقيل: نظروا إلى أظفارهم وشعورهم فعلموا أن لبثهم أكثر من يوم فقالوا: {ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم} يعني أرسلوا احدكم، وقيل: يمليخا صاحب نفقاتهم، والورق الفضة مضروبة كانت أو غير مضروبة {هذه إلى المدينة} هي التي أخرجوا منها، قيل: تسمى إقسوس {فلينظر أيُّها أزكى طعاماً} أي لينظر هذا الذي بعثوه الى أطعمتهم {أيها أزكى} أجل وأطيب وأكثر وأرخص، وقيل: أحلّ ذبيحة لأن عامتهم كانوا مجوساً وفيهم قوم مؤمنون يخفون إيمانهم عن ابن عباس وسعيد بن جبير {وليتلطَّف} في أمر المبايعة حتى لا يعين أو في أمر التخفي حتى لا يعرف {ولا يشعرنَّ بكم أحداً} أي لا يعلمن بكم أحداً كيلا يفتِنَهم، وأخبروا عن أهل البلد عن غالب ظنهم {إنهم إِن يظهروا عليكم} يعلموا مكانكم أهل المدينة وأصحاب الملك {يرجموكم بالحجارة} يعني يقتلوكم ويؤذوكم {أو يعيدوكم} يردوكم {في ملّتهم} في دينهم {ولن تفلحوا إذاً أبداً} إن عدتم في ملتهم {وكذلك أعثرنا عليهم} أي أطلعنا عليهم أهل البلد حتى رأوهم وعلموا حالهم {ليعلموا أن وعد الله حق} أي ليستدلوا بحالهم على صحة البعث وإن وعد الله بإحياء الخلق بعد الموت حق فيعلمون ذلك، ومتى قيل: لم أضاف العثور عليهم اليه؟ قالوا: لأن أهل البلد إنما عثروا عليهم بألطافه فيستدلوا بذلك على صحة البعث {وإن الساعة لا ريب فيها} أي القيامة لا شك فيها {إذ يتنازعون بينهم}، قيل: لما ظهروا عليهم أماتهم الله تعالى فاختلفوا قال المسلمون: نتخذ عليهم مسجداً فهم على ديننا، وقال المشركون: هم على ديننا وهذا تنازعهم، وقيل: يتنازعوا المسلمون والكفار في البعث، وقيل: تنازعوا في قدر لبثهم ومكثهم، وقيل: في عددهم، وقيل: قال بعضهم: ماتوا في الكهف، وقال بعضهم: عادوا نياماً {فقالوا ابنوا عليهم بنياناً ربهم أعلم بهم} أحياء أم نيام، وقيل: لما رأوهم عادوا نياماً، وقيل: بل ماتوا، وقيل: لا يموتون إلى يوم القيامة، وقيل: هذا من كلام المتنازعين في أمرهم، أو من كلام الله عز وجل رد لقول المخلصين، أو من الذين تنازعوا فيهم على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) {قال الذين غلبوا على أمرهم}، قيل: الملك المسلم وأصحابه، وقيل: رؤساء البلد {لنتخذنَّ عليهم مسجداً} أي متعبداً أو موضعاً للسجود والعبادة اتخذوا على باب الكهف مسجداً يصلي فيه المسلمون.