خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذٰلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً
٦٤
رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَٱعْبُدْهُ وَٱصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً
٦٥
وَيَقُولُ ٱلإِنسَانُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً
٦٦
أَوَلاَ يَذْكُرُ ٱلإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً
٦٧
فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً
٦٨
ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً
٦٩
ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيّاً
٧٠
وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً
٧١
ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً
٧٢
-مريم

تفسير الأعقم

{ وما نتنزَّل إلاَّ بأمر ربك } حكاية قول جبريل (صلوات الله عليه) حين استبطأه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وروي أنه احتبس الوحي أربعين يوماً، وقيل: خمسة عشر وذلك حين سئل عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين والروح فلما نزل جبريل قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "أبطأت عني" فنزلت { وما نتنزّل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا } الدنيا { وما خلفنا } الآخرة { وما بين ذلك } ما بين النفختين وهو أربعون سنة، وقيل: ما بين أيدينا أمور الآخرة، وما خلفنا أمور الدنيا، وما بين ذلك بين النفختين، وقيل: الأرض التي بين أيدينا إذا نزلنا، والسماء التي وراءنا، وما بين السماء والأرض، والمعنى أنه المحيط بكل شيء لا يخفى عليه خافية ولا يعزب عنه مثقال ذرة { وما كان ربك نسيا } يعني لا يجوز عليه النسيان، وقيل: المعنى ما كان ربك نسيا وما كان تاركاً لك، كقوله: { { ما ودعك ربك وما قلى } [الضحى: 3] أو ما كان ربك نسياً لأعمال العالمين { رب السماوات والأرض } أي خالقهما وخالق ما بينهما { فاعبده واصطبر لعبادته } أي اصبر على أداء عبادته { هل تعلم له سمياً }، قيل: مثلاً وشبهاً { ويقول الانسان أئذا ما متُّ } الآية نزلت في أُبيّ بن خلف فإنه أخذ عظماً بالياً وفتّه بيده ثم قال هذا القول، وقيل: إن الآية نزلت في مشركي قريش كانوا ينكرون البعث، فقال سبحانه: { أولا يذكر الانسان } حال ابتدائه { إنا خلقناه من قبل ولم يك شيئاً } موجوداً { فوربك } يا محمد أو أيها السامع { لنحشرنهم والشياطين }، قيل: نحشرهم من قبورهم مقرونين بأولياء من الشياطين { ثم لنحضرنهم } يعني الخلق والشياطين { حول جهنم } يعني عرصات القيامة { ثم لننزعن من كل شيعة } أي من كل أمةٍ وطائفة { أيّهم أشدّ على الرحمن عتياً } قيل: فجوراً وكذباً { ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صِليّاً } أي هو عالم لذاته لم يزل ولا يزول، ثم بين تعالى أحوالهم يوم الحشر فقال سبحانه: { وإن منكم إلاَّ واردها } اختلفوا في هذا الورود على أقوال: أحدها: ان المراد به الدخول، أي ما من أحد إلا وهو داخله، ودلوا عليه بقوله تعالى: { ثم ننجِّي الذين اتقوا } فتكون برداً وسلاماً على المؤمنين وعذاباً على الكافرين، وقيل: أراد بالورود الدخول عليها والإِشراف عليها لا الدخول فيها كقوله: { { ولما ورد ماء مدين } [القصص: 23]، وقيل: هو الجواز على الصراط لأن الصراط ممدود عليها، وعن مجاهد ورود المؤمن على النار وهو مسّ الحمأ جسده في الدنيا لقوله: الحمأ من فيح جهنم، وفي الحديث: "الحمأ حظ كل مؤمن من النار" وقيل: هو خطاب للكفرة خاصة { ثم ننجي } ابتداء وليس بعطف { ونذر الظالمين في جهنم جثيّاً } جاثيين على الركب.