{ إن الذين يكتمون } الآية، وقيل: نزلت في اليهود والنصارى، وقيل: هو عامٌ في كل من كتم { ويلعنهم اللاعنون } قيل: الملائكة والمؤمنون، وقيل: دواب الأرض { وإلهكم إله واحد } قيل: قال المشركون: كيف يسع الناس اله واحد فأنزل الله تعالى: { إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار } واعتقابهما لأن كل واحد منهما يعقب الآخر، وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): "ويل لمن قرأ هذه الآية فمحَّ بها ولم يتفكر فيها ولم يعتبر بهَا" وقيل: اختلافهما في الجنس واللون والطول والقصر، ويقال: لم قدم الليل؟ قلنا: لأن الليل هو الأصل والضياء طارئ عليه لأنه تَعالى خلق الارض مظلمة ثم خلق الشمس والقمر، وروي ان المشركين قالوا: أرنا يا محمد آية فنزلت هذه الآية وهي قوله تعالى: { إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار } الى قوله: { لآيات لقوم يعقلون } وقيل: لما نزل قوله تعالى: { والهكم اله واحد } قال المشركون: كيف يسع الناس اله واحد فأنزل الله تعالى: { ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر } يعني السفن التي تجري في البحر { بما ينفع الناس } بركوبها والحمل عليها في التجارات والمكاسب { وما انزل الله من السماء من ماءٍ } يعني المطر واختلفوا في الماء المنزل فقيل: انه ينزل من السماء على الحقيقة ولا مانع من ذلك وهو الظاهر، وقيل: انه ينزل من السحاب، وقال بعضهم: انه تعالى بقدرته يحيل السحاب ميَاه البحر مع ملوحته ثم ينزل من السحاب بقدر الحاجة عذباً فراتا { فأحيى به الارض بعد موتها } يعني أحيى الارض بالنبات { وتصريف الرياح } تقلّبها شمالاً وجَنوباً وقبولاً ودبوراً، وقيل: مجيئها مرة بالرحمة ومرة بالعذاب { والسحاب المسخر } أي المذلل يصرفها { بين السماء والارض } كيف يشاء، ان في ذلك { لآيات } يعني لحجج ودلالات { لقوم يعقلون } ينظرون بعيون عقولهم ويعتبرون لانها دلائل على عظيم القدرة وباهر الحكمة { ومن الناس من يتخذ من دون الله انداداً } قيل: أشباهاً، وقيل: أضداداً { يحبونهم كحب الله } يعني يحبون اصنامهم كحب المؤمنين لله تعالى { ولو يرى الذين ظلموا } قيل: خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمراد غيره يعني ولو ترى هذا الظالم عند رؤية العذاب كيف يتجادلون لعجبتَ، وقيل: لو تراهم حين يتبرأ بعضهم من بعضٍ { اذ تبرأ الذين اتبعوا } الآية، قيل: القادة والرؤساء من المشركين، وقيل: هم الشياطين الذين اتبعوا بالوسوسَة من الجن، وقيل: شياطين الانس والجن، وقيل: من كان يدعونه شريكاً وإلهاً { بهم الاسباب } قيل: الوصلات التي كانت بينهم { وقال الذين اتبعوا } يعني الاتباع للقادة { لو ان لنا كرة } أي عودة ورجعةً إلى الدنيَا { يأيها الناس كلوا مما في الارض حلالاً طيباً } الآية، خطابٌ لجميع المكلفين من بني آدم، وقيل: الطيب الحلال، وقيل: المستلذ واعلم وفق الله الجميع لما يرضيه أن الله تعالى لما اذن في الحلال كان ذلك منعاً من الحرام { خطوات الشيطان } قيل: اعماله، وقيل: خطاياه، وقيل: طاعتكم له { انه لكم عدو مبين } اي ظاهر العداوة.