{واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله} قيل: نزلت في كفار قريش، وقيل: في اليهود قالوا: ان اباءنا كانوا اعلم منا {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق} الآية روي انها نزلت في اليهود، وقيل: هو عام يعني انهم دعوا الى الاسلام فلم يجيبوا وركنوا الى التقليد ضربَ لهم مثلاً قال تعالى: {ومثل الذين كفروا} صفتهم {كمثل الذي ينعق} بصوت {بما لا يسمع} من البهائم، قيل: {مثل الذين كفروا} في دعائك اياهم كمثل الناعق في دعائه البهائم التي لا تفهم كالابل والبقر والغنم، وقيل: مثل الذين كفروا في دعائهم آلهتهم من الاوثان كمثل الناعق في دُعائه ما لا يسمع، وقيل: مثل الذين كفروا في قلة فهمهم وعقلهم كمثل الراعي يكلم البهائم وهي لا تعقل، وقيل: مثل الذين كفروا في دعائهم آلهتهم كمثل الناعق في دُعائه الصَّدى في الجبَل وغيره كذلك يخيل الى هؤلاء المشركين ان دعاءهم للاصنام مستجابٌ {يأيها الذين آمنوا كلوا من طيِّبات ما رزقناكم} من مستلذاته لان كل ما رزقه الله لا يكون الا حَلالاً، وقيل: الطيب الحلال {واشكروا لله} الذي رزقكم اياه {ان كنتم ايَّاه تعبُدون} يعني ان كنتم عارفين به وبنعمته يعني لان التمسك بعبادته وحدهُ هو الذي عرفه، وقيل: ان كنتم مخلصين له في العبادة فان قيل: أيجب الشكر بهذا الشرط على المؤمنين أم يجب على الكافرين والفاسقين؟ قلنا: يجب على الجميع {انما حرم عليكم الميتةَ} وهي ما يموت من الحيوان {والدم} قيل: الدم المسفوح، وقيل: كل دم واختلفوا في دم السمك {ولحم الخنزير} وهو حيوان معروف {وما أهل به لغير الله} قيل: ما ذبح لغير الله، قال جار الله: في معنى ما اهل به اي رفع به الصوت للصَّنَم وذلك قول الجاهليَّة بسم اللات والعزى {فمن اضطر} قيل: ضرورة مجاعة عند الأكثر، وقيل: اكره {غير باغ ولا عاد} بل غير باغ للذة اي طالب لها {ولا عادٍ} متجاوز سَدَّ الجَوعة، وقيل: غير باغ على امام المسلمين من البغي ولا عاد بالمعصية.