خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ
٩٨
لَوْ كَانَ هَـٰؤُلاۤءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ
٩٩
لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ
١٠٠
إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ
١٠١
لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ
١٠٢
لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
١٠٣
يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ
١٠٤
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ
١٠٥
إِنَّ فِي هَـٰذَا لَبَلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ
١٠٦
وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ
١٠٧
-الأنبياء

تفسير الأعقم

{ إنكم وما تعبدون من دون الله } يحتمل الأصنام وإبليس وأعوانه لأنهم بطاعتهم له واتباعهم خطواتهم في حكم عبدتهم، ويصدقه ما روي "أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دخل المسجد وصناديد قريش في الحطيم وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً، فجلس اليهم فعرض له النضر بن الحرث، وكلمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى أفحمه، ثم تلا عليهم { إنكم وما تعبدون من دون الله } الآية، فأقبل عبد الله بن الزبعرى فرآهم يتساهمون فقال: فيم خوضكم فأخبره الوليد بن المغيرة بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال عبد الله بن الزبعرى: لو وجدته لخضته، فدعوه فقال ابن الزبعرى: أأنتَ قلتَ ذلك؟ قال: نعم قال: قد خصمتك ورب الكعبة، أليس اليهود عبدوا عزير، والنصارى عبدوا المسيح، وبني مدلج عبدوا الملائكة، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): هم عبدوا الشياطين التي أمرتهم بذلك" . وأنزل الله تعالى: { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى } إما السعادة والبشرى بالثواب يعني عزير والمسيح والملائكة، قال جار الله: فإن قلت: لم قرنوا بآلهتهم؟ قلتُ: لأنهم لا يزالون لمقارنتهم في غمّ وحسرة، ولأنهم قد رأوا أنهم يشفعون لهم في الآخرة فإذا أصابهم الأمر على عكس ما قد رأوا لم يكن شيء أبغض إليهم منهم، وقيل: ما لما لا يعقل كما أن من لمن يعقل { حصب جهنم }، قيل: وقود ماء، وقيل: حطبها { لهم فيها زفيرٌ } الزفير سدّ النفس { وهم فيها لا يسمعون } قيل: لا يحسون داعياً، وقيل: لا يسمعون ما ينفعهم، وقيل: لا يسمعون صراخ أهل النار وصوت المقامع وأصوات الخزنة، ولا يسمعون صوتاً لهم فيه راحة، وقيل: يصيرون صمَّاً في وقت ويسمعون في وقت { لا يسمعون حسيسها } وهو الصوت الذي يحس { وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون } في ثواب الله دائمون لا يحزنهم الفزع الأكبر، قيل: النفخة الآخرة، وعن الحسن: الانصراف إلى النار، وقيل: حين يطبق، وقيل: حين يذبح الموت على صورة كبش أملح { وتتلقَّاهم الملائكة } مهنئين على ثواب الجنة يقولون: { هذا يومكم الذي كنتم توعدون } { يوم نطوي السماء } الطي هذا لنشر { كطيِّ السجل للكتب }، قيل: السجل الصحيفة تطوى على ما فيها من الكتاب، وقيل: السجل ملك يطوي كتب بني آدم إذا رفعت إليه، وقيل: كانت لرسول والكتاب على هذا اسم للصحيفة المكتوب فيها { كما بدأنا أول خلق نعيده } أي استئناف كلام أي كما خلقناه ابتداء نعيده للحشر، وقيل: كما بدأناهم حفاةً عراةً في بطون أمهاتهم كذلك يوم القيامة، قال جار الله: فإن قلت: وما أول الخلق حتى يعيده كما بدأه؟ قلتُ: أوله إيجاده عن العدم كما أوجده أولاً عن عدم يعيده بالياً عن عدم { وعداً علينا } يجب الوفاء به، وقيل: حقّاً علينا واجباً { إنَّا كنَّا فاعلين } الإِعادة { ولقد كتبنا في الزبور } كتب الأنبياء { من بعد الذكر } من كتبته في أم الكتاب، قال جار الله: زبور داوود والذكر التوراة، وقيل: اسم لجنس ما أنزل على الأنبياء من الكتب والذكر أم الكتاب يعني اللوح، وقيل: زبور داوود والذكر القرآن { أن الأرض يرثها عبادي الصالحون }، قيل: أرض الجنة، وقيل: أرض الدنيا يرثها المؤمنون بعد إخلاء الكفار كقوله: { { وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها } [الأعراف: 137]، وقيل: الأرض المقدسة يرثها أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { إن في هذا }، قيل: هذا القرآن، وقيل: ما قصصناه عليك من الوعد والوعيد، وقيل: في الجنة { لبلاغاً } لكفاية { لقوم عابدين } مؤمنين يعبدون الله وحده، وقيل: عالمين، وقيل: هم أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل الصلوات الخمس والقوم بين تعالى أن ما أوحى إليه وأرسله لينتفع به العباد فقال سبحانه: { وما أرسلناك } يا محمد { إلاَّ رحمة للعالمين } يعني نعمة في الدين والدنيا.