خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَٱلْغَاوُونَ
٩٤
وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ
٩٥
قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ
٩٦
تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٩٧
إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٩٨
وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ
٩٩
فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ
١٠٠
وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ
١٠١
فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٠٢
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
١٠٣
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
١٠٤
كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ٱلْمُرْسَلِينَ
١٠٥
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ
١٠٦
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
١٠٧
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ
١٠٨
وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
١٠٩
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ
١١٠
قَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ ٱلأَرْذَلُونَ
١١١
قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١١٢
إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ
١١٣
وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١١٤
إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
١١٥
قَالُواْ لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهِ يٰنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمَرْجُومِينَ
١١٦
قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ
١١٧
فَٱفْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١١٨
-الشعراء

تفسير الأعقم

{ فكبكبوا فيها هم والغاوون } أي كبوا على وجوههم في النار هم والغاوون هم { وجنود ابليس أجمعون } شياطينه، ومتبعوه من عصاة الجن والإِنس { قالوا وهم فيها يختصمون } يجوز أن ينطق الله الأصنام حتى يصح التقاول والتخاصم، ويجوز أن يجري ذلك بين العصاة والشياطين { تالله إن كنا لفي ضلال } عن الحق { إذ نسويكم برب العالمين } والتسوية إعطاء أحد الشيئين مثل ما يعطي الآخر أي نشرككم وإياه في العبادة والطاعة، فقبلنا منكم ورددنا على الأنبياء { وما أضلنا } يعني أغوانا { إلا المجرمون } وهم الشياطين، وقيل: رؤساؤهم وكبراؤهم كقوله: { { إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا } [الأحزاب: 67]، عن السدي: الأولون الذين اقتدوا بآبائهم { فما لنا من شافعين } كما نرى المؤمنين لهم شفعاء من الملائكة والنبيين { ولا صديق حميم } من الذين كنا نعدهم شفعاء وأصدقاء لأنهم كانوا يعتقدون في أصنامهم أنهم شفعاؤهم عند الله وكان لهم الأصدقاء من شياطين الانس، وقيل: قريب يحفظ حق القرابة، وقيل: الحميم الذي يحمي عليه وهو الذي يهمُّه ما يَهُمك { فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين } أي عودة إلى الدنيا { إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم } { كذبت قوم نوح المرسلين } يعني كذبوا إلى توحيد الله { إذ قال لهم أخوهم نوح } يعني أخاهم في النسب لا في الدين { ألا تتقون } عذاب الله، قوله تعالى: { فاتقوا الله وأطيعون } { وما أسألكم عليه من أجر } من أموالكم { إن أجري إلا على رب العالمين } { قالوا أنؤمن لك } استفهام، والمراد إنكار، أي لا نؤمن لك { واتبعك الأرذلون }، قيل: كانوا أصحاب الخرق كالحاكة ونحوها من الحجامة والصناعة وهكذا كانت يقولون في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: نسبوهم إلى النفاق والمعاصي وبما لا يجوز في الدين، وقيل: السفلة، قال أبو مسلم: جواب نوح (عليه السلام) دل على أنهم نسبوا من يتبعه إلى ما لا يجوز { قال وما علمي بما كانوا يعملون } وأي شيء علمي، والمراد انتفاء علمه بإخلاص أعمالهم، وقيل: ليس على حسابهم وإنما حسابهم على الله { لو تشعرون } تعلمون { وما أنا بطارد المؤمنين } أي لا أبعدهم من مجلسي { إن أنا إلا نذيرٌ مبين } مخوف مبين للحق والأحكام { قالوا لئن لم تنته يا نوح } من دعائك { لتكونن من المرجومين } بالحجارة، وقيل: بالشتم، وقيل: من المقتولين عن ابن عباس { قال رب إن قومي كذّبون } { فافتح بيني وبينهم فتحاً } أي احكم بيني وبينهم حكماً، فأنزل الله العذاب عليهم في الدنيا { ونجني ومن معي من المؤمنين }.