خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ
١١
قَالَ رَبِّ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ
١٢
وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ
١٣
وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ
١٤
قَالَ كَلاَّ فَٱذْهَبَا بِآيَاتِنَآ إِنَّا مَعَكُمْ مُّسْتَمِعُونَ
١٥
فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
١٦
أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ
١٧
قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ
١٨
وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ ٱلَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ
١٩
قَالَ فَعَلْتُهَآ إِذاً وَأَنَاْ مِنَ ٱلضَّالِّينَ
٢٠
فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ
٢١
وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ
٢٢
قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ
٢٣
قَالَ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ
٢٤
قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلاَ تَسْتَمِعُونَ
٢٥
قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ
٢٦
قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيۤ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ
٢٧
قَالَ رَبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ
٢٨
قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذْتَ إِلَـٰهَاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ ٱلْمَسْجُونِينَ
٢٩
قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيءٍ مُّبِينٍ
٣٠
قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ
٣١
-الشعراء

تفسير الأعقم

{ قوم فرعون ألا يتقون }، قيل: معناه هل اتقوا الكفر والمعاصي { قال } موسى { رب إني أخاف أن يكذبون } { ويضيق صدري } بتكذيبهم { ولا ينطلق لساني } للعقدة التي فيه { فأرسل إلى هارون } أرسل إليه جبريل واجعله نبيَّاً وازرني به واشدد به عضدي { ولهم علي ذنب } أراد بالذنب قتله القبطي { فأخاف أن يقتلون } { قال }، الله تعالى: لا يكون كما ظننت { فاذهبا } يعني موسى وهارون { بآياتنا إنا معكم مستمعون } سماع من يعينك ويحفظ { فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين } { أن أرسل معنا بني إسرائيل } ولا تعذبهم ولا تستعبدهم، وروي أنه استعبدهم أربعمائة سنة، وروي أنهما انطلقا إلى باب فرعون وكان بفلسطين فلم يؤذن لهما سنة حتى قال البواب: أن ها هنا إنساناً يزعم أنه رسول الله، فقال: ائذن لهما لعلنا نضحك منه { قال ألم نربك فينا وليداً } يعني قال ذلك على وجه الاستفهام { ألم نربك فينا وليداً } { ولبثت فينا من عمرك سنين } قال ذلك إظهاراً لنعمته عليه، وقيل: قالوا إنكاراً لرسالته، وروي أنه لبث فيهم ثلاثون سنة { وفعلت فعلتك التي فعلت } يعني قتل القبطي { وأنت من الكافرين } بالدين، وقيل: من الكافرين لنعمتي { قال فعلتها إذاً وأنا من الضالّين } من الوحي والشرع، وروي أنه قتل القبطي وهو ابن اثني عشر سنة، وقرأ ابن مسعود (رضي الله عنه) من الجاهلين { ففرت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكماً وجعلني من المرسلين } أي من جملة الأنبياء { وتلك نعمة تمنها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل } والمعنى تعبيدك بني إسرائيل نعمة تمنها عليّ { قال فرعون وما رب العالمين }، قيل: كان عارفاً بالله أنه الخالق وإنما أراد تلبيساً على العوام، وقيل: كان منكراً لذلك { قال } موسى (عليه السلام): { رب السماوات والأرض } أي خالقهما { وما بينهما } من الخلق { إن كنتم موقنين }، قيل: كانوا عارفين معاندين، وقيل: إن كنتم مؤمنين أنه لا بدّ لهما من محدث وعلمتم أنكم لم تحدثوها { قال } فرعون { لمن حوله } من أشراف قومه، قيل: كانوا خمسمائة رجل { ألا تستمعون } لما يقول تعجيباً لهم من قول موسى { قال } موسى (عليه السلام) { ربكم ورب آبائكم الأولين } يعني خالق الجميع، { قال } فرعون { إن رسولكم الذي أُرسل إليكم لمجنون }، سماه رسولاً استهزاء ووصفوه بالجنون، فزاد موسى بالبينات { قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون } يعني إن كنتم عقلا فتدبروا لتعرفوا، وقيل: إن كنتم تعقلون كلامي { قال } فرعون { لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين } فأجاب موسى { أولو جئتك بشيء مبين } بمعجزة تبيّن صدق قولي { قال فأت به إن كنت من الصادقين } يعني صادقاً في قولك، قيل: قاله سخرية، وقيل: قاله استهزاء.