{ قل } يا محمد { إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر } يضيق بحسب المصلحة { وما أنفقتم من شيء } أي أخرجتم من أموالكم في وجه البر { فهو يخلفه } أي يعطي في الدنيا والآخرة أما في الدنيا زيادة النعم وفي الآخرة ثواب الجنة، واختلفوا فمنهم من قال: هو في النفقة وأعمال البر والمباحات وما كان من غير إسراف، ومنهم من حمله على أعمال البر وهو اختيار أبي علي { وهو خير الرازقين } لأنه يعطي بمنافع عباده { وهو خير الرازقين } وأعلاهم رب العزة لأن كل ما رزق غيره من سلطان يرزق جنده، أو السيد يرزق عبيده، أو رجل يرزق عياله، فهو من رزق الله خالق الرزق وخالق الأسباب { ويوم نحشرهم جميعاً } الكفار الذين تقدم ذكرهم { ثم يقول للملائكة أهؤلاء } الكفار { إياكم كانوا يعبدون } في الدنيا وهو سؤال توبيخ { قالوا } يعني الملائكة { سبحانك } أي تنزيهاً لك عن الشرك { أنت ولينا من دونهم } لأن كلنا عبيد لك، فبيّنوا إثبات موالاة الله ومعادات الكفار { بل كانوا يعبدون الجن } يريدون الشياطين حيث أطاعوهم في عبادة غير الله، وقيل: صوّرت لهم الشياطين صورة قوم من الجن وقالوا: هذه صور الملائكة فاعبدوها { أكثرهم بهم مؤمنون } يعني أكثر الغواة يطيعون الشياطين في معصيته { فاليوم لا يملك بعضكم لبعض } أي يجازيهم الله فلا يملك أحد منهم لصاحبه { نفعاً ولا ضرّاً ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار الذي كنتم بها تكذّبون } { وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات } على هؤلاء الكفار بسائر الحجج، وقيل: القرآن الذي جاء به { قالوا ما هذا } أي محمد { إلاَّ رجل يريد أن يصدكم } يمنعكم { عما كان يعبد آباؤكم } ولذلك فزعوا إلى تقليد الآباء { وقالوا ما هذا } يعني القرآن الذي جاء به { إلا إفك مفترى } قيل: الإِفك الكذب، والمفترى الذي افتراه غيره { وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين } { وما آتيناهم من كتب } ولا حجة في صحة ما رموك به أو ما آتيناهم من كتب { يدرسونها } فيها برهان على صحة الشرك { وما أرسلنا إليهم قبلك } يا محمد { من نذير } يعني ما آتاهم رسول بصحة ما ادعوه من الشرك فهم لا يرجعون في ذلك إلا إلى الجهل وتقليد الآباء { وما بلغوا معشار ما آتيناهم } أي لم يبلغ الكفرة الذين بعث اليهم محمد عشر ما أوتي الأمم من القوة قبلهم { فكذبوا رسلي فكيف كان نكير } نكيري عليهم بالهلاك نحو عاد وثمود.