خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ
٢٤
كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ ٱلْعَـذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ
٢٥
فَأَذَاقَهُمُ ٱللَّهُ ٱلْخِزْيَ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ
٢٦
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
٢٧
قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
٢٨
ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً ٱلْحَمْدُ للَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٢٩
إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ
٣٠
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ
٣١
-الزمر

تفسير الأعقم

{ أفمن يتقي بوجهه } الآية نزلت في أبي جهل { سوء العذاب يوم القيامة } أي يدفع شدة العذاب منه بوجهه وهو غاية الضرورة لأن الوجه أعز عضو من الانسان، وقيل: يده مغلولة إلى عنقه { وقيل للظالمين } والقائلون الخزنة { ذوقوا ما كنتم تكسبون أي وباله وجزاؤه { كذّب الذين من قبلهم } يعني قبل قريش من أمم الأنبياء مثل قوم نوح وعاد وثمود { فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون } أي من حيث لا يعلمون { فأذاقهم الله الخزي } الذل والهوان { في الحياة الدنيا } فخسف بعضهم وأغرق بعضهم ومسخ بعضهم { ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون } يعني أن العذاب المعدّ لهم أعظم { ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل } يعني ما قصّ من أخبار الأمم وما نزل بهم وما ذكر من المواعظ { لعلَّهم يتذكرون } أي لكي يتذكرون ويتدبرون فيها { قرآنا عربياً } يعني تلك الأمثال في القرآن بلغة العرب يفهموا ذلك { غير ذي عوج } يعني ليس فيه لبس ولا تناقص ولا يختلف ولا يكذب { لعلَّهم يتقون } أي ليتقوا الكفر والمعاصي { ضرب الله مثلاً رجلاً فيه } شركاء { متشاكسون } هذا مثل للمؤمن والكافر، فمثل الكافر في عبادة الأصنام في عبد فيه شركاء { متشاكسون } متشاجرون على خدمته مختلفون وكل واحد يطالبه { ورجلاً سلماً } أي خالص، وذلك ضرب مثلاً للمؤمن في عبادة الله خالصاً، ووجه ذلك أن المشرك لا يجد من الله كرامة لأنه لا يعبده خالصاً، ولا من الأصنام، فهو كالعبد المشترك بين جماعة مختلفين، ومثل المؤمن الذي يعبد الله وحده في أنه يجد كرامته كعبد له مولاً وحده يتوفر على خدمته { هل يستويان مثلاً } أي لا يستوي حالهما { الحمد لله } الواحد الذي لا شريك له دون كل معبود { بل أكثرهم لا يعلمون } فيشركون به غيره { إنك ميِّت وإنهم ميتون } كانوا يتربصون برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبر أن الموت يعمّهم جميعاً { ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون } في الموضع الذي يحكم فيه المحق والمبطل والظالم والمظلوم.