خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً
١٢٢
لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُمْ وَلاۤ أَمَانِيِّ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً
١٢٣
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً
١٢٤
وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفاً وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً
١٢٥
وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً
١٢٦
-النساء

تفسير الأعقم

{ والذين آمنوا وعملوا الصالحات } الطاعات، وقيل: الصلوات الخمس { سندخلهم جنَّات تجري من تحتها الأنهار } قيل: من تحت أشجارها وأبنيتها { خالدين فيها أبداً } لا تقطع حياتهم ولا تمتعهم { وعد الله حقاً } يعني وعده حق لا خلف فيه لا كوعد الشيطان { ومن أصدق من الله قيلا } ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب } الآية قيل: تفاخر المسلمون وأهل الكتاب فقال أهل الكتاب: نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم ونحن أولى بالله منكم، وقال المسلمون: نحن أولى بالله منكم نبيّنا خاتم النبيّين وديننا دين الإِسلام، فنزلت الآية، وقيل: قالت قريش: لا نبعث ولا نحاسب، وقالت اليهود: { { لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة } [البقرة: 80]، وعن الحسن: ليس الإِيمان ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، وعن مجاهد: ان الخطاب للمشركين وأبطل الله الأماني وأثبت الأمر كله معقوداً بالعمل وإن من أصلح عمله فهو الفائز وان من أساء عمله فهو الهالك { ولا يظلمون نقيراً } والنقير: النقرة ذي في قفا النواة، قال جار الله: فإن قلت: كيف خصَّ الصالحين بأنهم لا يظلمون نقيراً وغيرهم مثلهم في ذلك قلت: هو راجع ولا يظلمون للعمل والأعمال الصالحات { ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه } أخلص نفسه { لله } وجعلها سالمةً لا تعرف ربَّاً ومعبوداً سواه { وهو محسن } وهو عامل بالحسنات تاركاً للسيئات حسناً حال من المنعم أو من إبراهيم كقوله: { { بل ملَّة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين } وهو الذي يحنف أي مال عن الأديان كلها إلى دين الاسلام { واتخذ الله إبراهيم خليلاً } مجاز عن اصطفائه واختصاصه شبهه بالخليل عند خليله قال أهل اللغة: الخليل المحب الذي ليس في صحبته نقص ولا خلل، وفي سبب اتخاذ الله إبراهيم خليلاً أقوال: أحدها لإطعامه الطعام، روى ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وله وسلم) قال: "يا جبريل بما اتخذ الله إبراهيم خليلاً؟ قال: لإطعامه الطعام" ، وقيل: لكسره الأصنام، وقيل: ان إبراهيم بعث إلى خليل له إلى مصر في أزمة اصابت الناس يمتار منه فقال خليله: لو طلب الميرة لنفسه لفعلت ولكنه يريدها لأضيافه فاجتاز غلمانه ببطحاء فملأوا منها الغرائر حياءً من الناس فلما أخبروا إبراهيم ساءه الخبر فحملته عيناه فنام وعمدت امرأته إلى غرارة فأخرجت أحسن حوارى فاختبزت فانتبه ابراهيم فشم رائحة الخبز فقالت امرأته: من خليلك المصري، فقال: بل من عند خليلي الله عز وجل، فسماه الله خليلاً.