خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً
٦٩
ذٰلِكَ ٱلْفَضْلُ مِنَ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيماً
٧٠
يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَٱنفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ ٱنْفِرُواْ جَمِيعاً
٧١
وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً
٧٢
وَلَئِنْ أَصَٰبَكُمْ فَضْلٌ مِنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يٰلَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً
٧٣
فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يَشْرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً
٧٤
-النساء

تفسير الأعقم

{ ومن يطع الله والرسول } "الآية نزلت في ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان شديد الحب لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قيل: قليل الصبر عنه فأتاه ثوبان وقد تغير وجهه ونحل جسمه فسأله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن حاله فقال: يا رسول الله ما بي من وجع غير أني إذا لم أراك اشتقت إليك فاستوحشت حتى ألقاك فذكرت الآخرة فخفت ألا أراك لأني عرفت أنك تُرفع مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة كنت في منزل دون منزلتك فإن لم أدخل فذاك حين لا أراك فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): والذي نفسي بيده لا يؤمن عبدٌ حتى أكون أحب إليه من نفسه وأبويه وولده والناس أجمعين ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): أبشر يا ثوبان فإن المرء مع من أحب" { والصديقين } قال جار الله: هم أفاضل صحابة الأنبياء الذين تقدموا في تصديقهم { وحسن أولئك رفيقاً } فيه معنى التعجب عليهم كأنه قيل: وما أحسن أولئك رفيقاً { ذلك الفضل من الله } والمعنى إنما أعطى المطيعون من الأجر العظيم ومرافقة المنعم عليهم من الله لأنه تفضل به عليهم تبعاً لثوابهم { وكفى بالله عليماً } يجزي من أطاعه { يأيها الذين آمنوا خذو حذركم } يعني إحذروا من العدوّ ولا تمكنوه من أنفسكم وإذا نفرتم إلى العدوّ { فانفروا ثبات } جماعات متفرقة سريَّة بعد سريَّة وأما مجتمعين { وإن منكم لمن ليبطئن } الآية نزلت في المنافقين كانوا يبطئون الناس عن الجهاد فإذا أصابتهم مصيبة قالوا قول الشامت بهم لأنهم كانوا يفرُّون معهم نفاقاً ومعنى ليبطئن ليتثاقلن وليتخلَّفن عن الجهاد كما فعل عبد الله بن أُبي وهو الذي شط الناس يوم أُحد لعنه الله وأخزاه { فإن أصابتكم مصيبة } من قتل أو هزيمة، قال: { قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيداً } { ولئن أصابكم فضل من الله } فتح أو غنيمة { ليقولن كأن لم يكن بينكم وبينه مودَّة } لأن المنافقين كانوا يوادّون المؤمنين ويصادقوهم في الظاهر { فليقاتل في سبيل الله } الآية، قيل: نزلت في المنافقين الذين تخلّفوا عن أُحد، وقيل: نزلت في المؤمنين المخلصين { الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة } هم المبطئون وعظوا بأن يغيروا ما بهم من النفاق ويخلصوا الإيمان لله ورسوله ويجاهدوا في سبيل الله حق الجهاد والذين يتبعونهم هم المؤمنون الذين يستحبون الآجلة عن العاجلة.