{ وقال رجل } وكان قبطياً ابن عم فرعون آمن بموسى سرَّاً، وقيل: كان اسرائيليا { من آل فرعون } صفة للرجل { يكتم إيمانه } واسمه شمعان أو حبيب، وقيل: حرمل، والظاهر أنه كان من آل فرعون { أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله } يعني موسى { وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذباً فعليه كذبه } أي يعود عليه كذبه { وإن يك صادقاً يصبكم بعض الذي } يدعوكم { يعدكم } من العذاب قيل: ذكر البعض وأراد الكل على طريق المظاهرة في الاحتجاج قال الشاعر:
قد يدرك المتاني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل
فذكر البعض وأراد الكل، وقيل: بعضه في الدنيا { إن الله لا يهدي }، قيل: إلى الجنة، وقيل: إلى الخير، قيل: هذا من كلام المؤمن، وقيل: هذا من كلام الله { من هو مسرف } مجاوزٌ للحد { يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين } عاليين { في الأرض }، قيل: أرض مصر { فمن ينصرنا من بأس الله } من عذابه { إن جاءنا } أضاف الملك اليهم والعذاب إلى نفسه، وقيل: هذا من لطيف الكلام { قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى } ذلك لنفسي، وقيل: ما أعلمكم إلاّ ما أعلم { وما أهديكم إلا سبيل الرشاد } يريد سبيل الصواب، أو ما أعلمكم إلا ما أعلم من الصواب، وقد كذب فقد كان مستسعراً للخوف الشديد من جهة موسى ولكنه كان يتجلد { وقال الذي آمن } هو مؤمن آل فرعون وهو الصحيح، وقيل: بل هو موسى { يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب }، وذلك لما رأى فرعون وقومه مكابرين حذّرهم أن ينزل بهم ما نزل بالأمم الذي هلكوا، وأراد بالأحزاب الجماعات التي هلكوا { مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود }، قيل: مثل عادتهم، وقيل: مثل عادة الله فيهم { والذين من بعدهم } الذين هلكوا { وما الله يريد ظلماً للعباد } يعني لا يريد ظلماً لهم وإنما أهلكوا بذنوبهم { ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد } يعني التنادي هو أن ينادي بعضهم، وقيل: يوم ينادي بعض الظالمين بعضاً بالويل والثبور، وقيل: يوم ينادي { { أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا } [الأعراف: 44] الآية { { ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء } [الأعراف: 50]، وقيل: ينادي الملائكة بعقاب العصاة أن أخذوهم وهم يتولون مدبرين، وقيل: ينادي المؤمن { { هاؤم اقرؤا كتابيه } [الحاقة: 19]، وقيل: ينادي باللعنة على الظالمين والجميع مراد { يوم تولّون مدبرين } أي تتصرفون غير معجزين { ما لكم من الله من عاصم } حافظ من عذاب الله { ومن يضلل الله فما له من هاد }.