{وما يستوي الأعمى والبصير} أي لا يستوي من أهمل نفسه فهو كالأعمى فهو لا يبصر شيئاً ومن يتفكر فيعرف الحق، وكذلك لا يستوي {والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء} الذي يعمل الصالحات {قليلاً ما تتذكرون} أي قلّ تفكرهم في العواقب {إن الساعة لآتية لا ريب فيها} أي لا شك في مجيئها {ولكن أكثر الناس لا يؤمنون} أي لا يصدقون بها {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} قال ابن عباس: أفضل العبادة الدعاء، وعن ابن عباس أيضاً: وحدوني اغفر لكم وهذا تيسير الدعاء بالعبادة، ثم العبادة بالتوحيد، وفي حديث آخر: "الدعاء هو العبادة" {إن الذين يستكبرون عن عبادتي} قيل: توحيدي وطاعتي {سيدخلون جهنم داخرين} صاغرين {الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه} يعني محلاً لسكونكم يسكن فيه كل الحيوان ويستريحون من الكد والتعب {والنهار مبصراً} أي خلق النهار مضيئاً تبصرون فيه مصالح دنياكم {إن الله لذو فضل} بهذه النعم عليكم {ولكن أكثر الناس لا يشكرون} لجهلهم بالنعم والمنعم {ذلكم} يعني من أنعم عليكم هذه النعم {الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو} أي لا يستحق العبادة غيره {فأنى تؤفكون}، قيل: تصرفون عن هذه الأذية مع وضوحها، وقيل: كيف تصرفون عن عبادته مع هذه النعم التي أنعم عليكم بها {كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون}، قيل: كما صرف هؤلاء عن الحق كذلك تصرفون عن الثواب وطريق الجنة جزاء على إفكهم، وقيل: يؤفك يهلك من كان قبلهم بآيات الله يجحدون {الله الذي جعل لكم الأرض قراراً} مستقراً تستقرون عليه فخلق فيها السكون {والسماء بناءً} كالسقف للأرض {وصوّركم فأحسن صوركم} لأن صورة الإِنسان أحسن الصور {ورزقكم من الطيبات} فجعل كل طيب ولذيذ رزقاً للناس {ذلكم الله ربكم} أي خالق هذه الأشياء هو خالقكم {فتبارك الله رب العالمين} هو إشارة إلى إنما يمدح به لأنه الحي لم يزل ولا يزال {فادعوه} أي اعبدوه {مخلصين له الدين} أي مخلصون له العبادة {الحمد لله} أي أحمده على هذه النعم {رب العالمين} وعن ابن عباس: من قال: لا إله إلا الله فليقل على أثرها الحمد لله رب العالمين {قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله} أي تدعونه إلهاً وتعبدونه وهي الأوثان {لما جاءني البينات من ربي} أي أعطاني الحجج {وأمرت أن أسلم لرب العالمين}، قيل: انقاد له، وقيل: أخلص العبادة له.