خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ
٦
ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ
٧
رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدْتَّهُمْ وَمَن صَـلَحَ مِنْ آبَآئِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٨
وَقِهِمُ ٱلسَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ ٱلسَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
٩
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُـمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى ٱلإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ
١٠
قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ
١١
ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فَٱلْحُكْمُ للَّهِ ٱلْعَلِـيِّ ٱلْكَبِيرِ
١٢
-غافر

تفسير الأعقم

{ وكذلك حقت } وجبت { كلمة ربك على الذين كفروا } قريش { أنهم أصحاب النار } يعني كما وجب إهلاكهم في الدنيا بالعذاب المستأصل كذلك وجب إهلاكهم بعذاب النار في الآخرة { الذين يحملون العرش ومن حوله } من الملائكة، قيل: هم صنفان: صنف هم حملة العرش، وصنف يطوفون، قال جار الله: حملة العرش أرجلهم في الأرض السفلى ورؤوسهم قد خرقت العرش وهم خشوع لا يرفعون طرفهم، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "لا تفكروا في عظم ربكم ولكن تفكروا فيما خلق الله من الملائكة، فإن خلقا من الملائكة يقال له اسرافيل زواية من زوايا العرش على كاهله قدماه في الأرض السفلى وقد مرق رأسه من السماء السابعة، وإنه ليتضاءل من عظمة الله حتى يصير كأنه الوصع" وفي الحديث: "أن الله تعالى أمر جميع الملائكة أن يغدوا ويروحوا بالسلام على حملة العرش تفضيلاً لهم على سائر الملائكة" وقيل: خلق الله العرش من جوهرة خضراء وبين القائمتين من قوائمه خفقان الطير المسرع ثمانين ألف عام، وقيل: حول العرش سبعون ألف صف من الملائكة يطوفون مهللين ومكبرين ومن ورائهم سبعون ألف صف قيام قد وضعوا أيديهم على عواتقهم رافعين بالتهليل والتكبير، ومن ورائهم مائة ألف صف وقد وضعوا الايمان على الشمائل ما بينهم أحد إلا وهو يسبح بما لا يسبح به الآخر { ويستغفرون للذين آمنوا } أي يستغفروا لهم بطلب المغفرة لهم من الله { ربنا } أي يقولون ربنا { وسعت كل شيء رحمة وعلماً } أي وسعت رحمتك كل شيء وعلمك { فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك } أي دينك { وقهم عذاب الجحيم } أي النار { ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم } أي اجعل معهم الصالحين من آبائهم { وأزواجهم وذرّياتهم إنك أنت العزيز الحكيم } { وقهم السيئات }، قيل: اصرف عنهم جزاء السيئات، وقيل: قهم أنواع العقاب، وقيل: قهم أنواع المعاصي بالألطاف { ومن تق السيئات } بلطفك { يومئذ } يعني يوم القيامة { فقد رحمته } وأنعمت عليه { وذلك هو الفوز العظيم } { إن الذين كفروا ينادون لمقت الله }، قيل: مقتوا أنفسهم حين عاينوا العذاب فقيل لهم: { مقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم }، وقيل: مقت الله إياكم وأنتم في الدنيا أكبر { إذ تدعون إلى الإِيمان فتكفرون } أكبر من مقتكم، والمقت أشد البغض { قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين } أي موتتين وحياتين، وأرادوا بالاماتتين خلقهم أمواتاً أوَّلاً وأماتهم عند انقضاء أجلهم، وبالإِحياء بين الحياة الأولى وحياة البعث، قال جار الله: وناهيك تفسيراً لذلك قوله تعالى: { { وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم } [البقرة: 28] عن ابن عباس، وذكر الحاكم: أن الموتة الأولى في الدنيا بعد الحياة والثانية في القبر قبل البعث، والحياة الأولى في القبر والثانية في الحشر عن الحسن السدي، وقيل: الحياة الأولى في الدنيا والثانية في القبر، والآية تدل على صحة عذاب القبر واسم الموت على النطفة مجاز فحمل الكلام على حقيقته أولى، ثم بيَّن تعالى علة الخلود فقال سبحانه: { ذلكم بانه إذا دعي الله وحده كفرتم } وانكرتم أن يكون وحده إلهاً وقلتم: أجعل الآلهة إلهاً واحداً { وإن يشرك به تؤمنوا } أي تصدقوا { فالحكم لله } في إدامة العذاب ومنع الرجوع { العلي } القادر على ما يشاء { الكبير } العظيم الشأن.