خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَتِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِيۤ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٧٢
لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ
٧٣
إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ
٧٤
لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ
٧٥
وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّالِمِينَ
٧٦
وَنَادَوْاْ يٰمَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ
٧٧
لَقَدْ جِئْنَاكُم بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ
٧٨
أَمْ أَبْرَمُوۤاْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ
٧٩
أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ
٨٠
قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ
٨١
سُبْحَانَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ
٨٢
فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ
٨٣
وَهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمآءِ إِلَـٰهٌ وَفِي ٱلأَرْضِ إِلَـٰهٌ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ
٨٤
وَتَبَارَكَ ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٨٥
-الزخرف

تفسير الأعقم

{ وتلك الجنة التي أورثتموها } أعطيتموها، وقيل: ورث الله منازل الذين لم يؤمنوا الذين آمنوا { بما كنتم تعملون } أي جزاء على أعمالكم { لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون } لما تقدم ذكر ما وعد المتقين عقبه بوعيد المجرمين على عادته في الجمع بين الوعد والوعيد فقال سبحانه: { إن المجرمين } المذنبين { في عذاب جهنّم خالدون } دائمون { لا يفتر عنهم } أي لا يخفف عنهم { وهم فيه مبلسون } أي آيسون من الفرج { وما ظلمناهم } أي ما عاقبناهم ظلماً بغير ذنب { ولكن كانوا هم الظالمين ونادوا يا مالك } يعني المجرمين الذين هم في النار { يا مالك } هو خازن النار { ليقض علينا ربك } ليحكم علينا ربك بالثواب نستريح من العذاب، وهذا منهم على وجه التمني والاستغاثة وإلاَّ فهم علموا ضرورة أنه تعالى لا يجيبهم إلى ذلك فـ { قال إنكم ماكثون }، قيل: أجابهم بعد ألف سنة { لقد جئناكم } قيل: هذا من كلام مالك، وقيل: بل هو من كلام الله تعالى { ولكن أكثركم للحق كارهون } قيل: تركوا وقلدوا كبارهم فكرهوا الحق { أم أبرموا أمراً فإنا مبرمون } قيل: أجمعوا على التكذيب فإنا مجمعون على الجزاء، وقيل: التعذيب، وقيل: أم احكموا أمراً في المخالفة فإنا محكمون على حفظه أمراً في الجزاء، وقيل: أم أبرموا أمراً في الكيد برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { فإنا مبرمون } على حفظه وعصمته ومنعهم منه وفعل ذلك بهم يوم بدر { أم يحسبون } يظنون { أنا لا نسمع سرّهم ونجواهم بلى } نسمع ذلك ونعلمه { ورسلنا } يعني الحفظة { لديهم يكتبون } عليهم أعمالهم { قل إن كان للرحمان ولد فأنا أول العابدين } قيل: معناه ما كان للرحمان ولد، وقيل: أنا أول الآبقين من اتخاذ رب له ولد، وقيل: أنا أول الآبقين من عبادة الرحمان إن كان له ولد لاستحالة أن يكون له ولد، وقيل: أول الآبقين من هذا القول المكذبين له، وقيل: إن كان للرحمان ولد في زعمكم فأنا أول العابدين لله، أي الموحدين له المنكرين لقولكم، وقيل: إن كان للرحمان ولد بزعمكم فأنا أول العابدين أنه واحدٌ لا ولد له، ثم نزّه نفسه فقال سبحانه: { سبحان رب السماوات والأرض رب العرش } أي خالق العرش هذه الأشياء ومالكها { عما يصفون } به كذباً عليه { فذرهم يخوضوا ويلعبوا } فذرهم يخوضوا في باطلهم ويلعبوا في دنياهم { حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون } يوم القيامة { وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله } أي تعبده الملائكة في السماوات وفي الأرض المؤمنون { وهو الحكيم العليم } بمصالح العباد { وتبارك } الثابت الباقي لم يزل ولا يزول ولا يزال { الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون } إلى حكمه والموضع الذي يختص بالأمر وإلا لحكم.