{ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلاَّ من شهد بالحق} قيل: لا يملك الأوثان الشفاعة ولكن من شهد بالحق وهم عيسى وعزير والملائكة {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولون الله فأنى يؤفكون}، قيل: لئن سألت هؤلاء المشركين من خلقهم اعترفوا بالله أنه خلقهم فكيف صرفوا عن عبادته وهو خالقهم إلى عبادة غيره {وقيله يا رب} قرأ عاصم وحمزة بكسر اللام والهاء في قيله قيل: معناه، وقيل: محمد أي وقوله شاكياً إلى ربه من قومه: {إن هؤلاء قوم لا يؤمنون}، وقيل: قيله منكراً عليهم {إن هؤلاء قوم لا يؤمنون}، وقيل: قيله عيسى أي اذكر قيل عيسى وشكايته عن قومه إنهم لا يؤمنون عن أبي علي، قال جار الله: إن هؤلاء قوم لا يؤمنون جواب لقسم كأنه قيل: وأقسم بقيله يا رب، أو قيله يا رب قسم {إن هؤلاء قوم لا يؤمنون} والضمير في قيله لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واقسام الله بقيله وقع منه وتعظيم لدعائه والتجائه إليه {فاصفح عنهم} وأعرض عن دعوتهم يائساً عن إيمانهم، وقيل: اعرض عنهم ولا تجازيهم إنما عليك البلاغ وهذا وعيدٌ، وقيل: منسوخ بآية السيف، {وقيل سلام} أي ما يسلم به من شرهم وأذاهم {فسوف يعلمون} وعيد من الله وتسلية لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).