خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِنِّيۤ آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
١٩
وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ
٢٠
وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِي فَٱعْتَزِلُونِ
٢١
فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ
٢٢
فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ
٢٣
وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ
٢٤
كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
٢٥
وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ
٢٦
وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ
٢٧
كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ
٢٨
فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ
٢٩
وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ
٣٠
مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ ٱلْمُسْرِفِينَ
٣١
وَلَقَدِ ٱخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ
٣٢
وَآتَيْنَاهُم مِّنَ ٱلآيَاتِ مَا فِيهِ بَلاَءٌ مُّبِينٌ
٣٣
إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَيَقُولُونَ
٣٤
إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا ٱلأُوْلَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ
٣٥
فَأْتُواْ بِآبَآئِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٣٦
-الدخان

تفسير الأعقم

{ وأن لا تعلوا على الله } قيل: لا تكبروا على الله بترك طاعته، وقيل: لا تعلوا على أولياء الله بالبغي عليهم، وقيل: لا تكبروا على الله { إني آتيكم بسلطان مبين } بحجة ظاهرة، قيل: العصا واليد { وإني عذت بربي وربكم } أي اعتصمت بربي وربكم { أن ترجمون } قيل: بالحجارة، وقيل: بالشتم بالقول، فقالوا: ساحر كذّاب { وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون } يعني جئتكم برسالة من ربكم فإن لم تصدقوني فاعتزلون خلوا سبيلي ولا تقبلون ولا تستمعون { فدعا ربه } يعني موسى لما أيس منهم فقال: { أن هؤلاء قومٌ مجرمون } مصرون على كفرهم فأوجبت، وأوحى الله إليه أن { أسر بعبادي ليلاً إنكم متبعون } يتبعكم فرعون وقومه { واترك البحر رهواً } إذا قطعته أنت وأصحابك قيل: ساكناً كما كان، والرهو الساكن، وقيل: المفتوح المنكشف، وقيل: إن قوماً سألوه ألا يترك البحر مفتوحاً لئلا يدخل فرعون فأمره الله أن يتركه كما هو: { إنهم جند مغرقون } { كم تركوا من جناتٍ وعيون } جارية، يعني فرعون وقومه { وزروع ومقام كريم } قيل: مجلس شريف، وقيل: مقام الملوك، وقيل: المنازل الحسنة، وقيل: المنابر، وقيل: المقام المزخرف بالزينة { ونعمة } أي عطية وسرور { كانوا فيها فاكهين } لاعمين ناعمين { كذلك } كان الأمر فيهم، وقيل: كذلك فعلنا بهم ونفعل بأمثالهم { وأورثناها قوماً آخرين } أي أعطيناها بني إسرائيل { فما بكت عليهم السماء والأرض } فيه أقوال: قيل: أهل السماء وأهل الأرض، قال الحسن وأبو علي: ما بكى عليهم الملائكة والمؤمنون بل كانوا بهلاكهم فرحين، وقيل: لو كانت السماء والأرض مما يبكيا على أحد لم يبك عليهم ما يبك على المؤمن إذا مات من مصلاه ومصعد عمله، وفي حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "ما من مؤمن مات في خير عمله غابت فيها بواكيه إلاَّ بكت عليه السماء والأرض" { ولقد نجّينا } أي خلصنا { بني إسرائيل من العذاب المهين } وهو ما نالهم { من فرعون } من الأعمال الشاقة { إنه كان عالياً } أي متكبراً { من المسرفين } مجاوز للحد { ولقد اخترناهم على علم على العالمين } أي وأنا عالم بحالهم، وقوله: على العالمين أي على عالمي زمانهم { وآتيناهم من الآيات } من الحجج من فلق البحر والجراد { ما فيه بلاء مبين } نعمة ظاهرة لأن الله تعالى يبلو بالنعمة كما يبلو بالمعصية وهو ما فعل لهم من المن والسلوى والغمام وفلق البحر، وقيل: الابتلاء بالشدة والرخاء، وقيل: الآيات المعجزات وفيه نعمة على الأنبياء وعلى قومهم { إن هؤلاء ليقولون } هم المشركون أهل مكة والعرب { إن هي إلاَّ موتتنا الأولى } يعني نموت ثم لا بعث ولا نشور { فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين }.