خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَآ أَتَعِدَانِنِيۤ أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ ٱلْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ ٱللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ
١٧
أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ
١٨
وَلِكُلٍّ دَرَجَٰتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَٰلَهُمْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
١٩
وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَـٰتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنْيَا وَٱسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ
٢٠
وَٱذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِٱلأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنَّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
٢١
قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ
٢٢
قَالَ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِندَ ٱللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ
٢٣
-الأحقاف

تفسير الأعقم

{ والذي قال لوالديه أفٍّ } الآية نزلت في عبد الرحمان بن أبي بكر قبل إسلامه، وقيل: دعاه أبواه أبو بكر وأمه إلى الإِسلام فأفف بهما وقالوا: بعثوا إلى جدعان بن عمر وعثمان بن عمر وهما من أجداده ومشايخ قريش حتى أسألهم عما يقول محمد، وأنكرت عائشة نزولها فيه، وقيل: هي في الكافر العاق لوالديه المكذب بالبعث، وعن قتادة هو نعت عبد سوء عاق بوالديه فأحد لربه والله أعلم، وقوله: { أفٍّ لكما }، قيل: كلمة ضجر، وقيل: هي كلمة، تقال لكل من أتى أمراً قبيحاً { أتعدانني أن أخرج } بعد الموت حيَّاً وأبعث للجزاء { وقد خلت القرون من قبلي } أي مضت القرون من قبلي هلكوا فلم يبعث منهم أحدٌ { وهما يستغيثان الله } أي يطلبان الغوث منه ويقولان: { ويلك آمن } ترحما { إن وعد الله حقٌّ } في البعث والجزاء فقال: { ما هذا إلا أساطير الأولين } يعني ما هذا إلا شيء كتبه الأولون { أولئك الذين حق عليهم القول } أي وجب عليهم الوعيد بالعذاب { في أمم قد خلت } أي مضت { من قبلهم من الجن والإِنس إنهم كانوا خاسرين } لأنفسهم إذ أهلكوها بالمعاصي { ولكل درجات مما عملوا } أي منازل ومراتب من جزاء ما عملوا من خير وشر { وليوفيهم أعمالهم } أي جزاء أعمالهم من الثواب والعقاب { وهم لا يظلمون } أي لا ينقصون شيئاً { ويوم يعرض الذين كفروا على النار } ليروا أهوالها فقال لهم توبيخاً: { أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا } قيل: الطيبات القوة والشباب، وقيل: الأرزاق أنفقوها في شهواتهم. وقيل: الملاذ والملاهي ونعيم الدنيا، أي أذهبتم في المعاصي غافلين عن الآخرة لأنها باقية دون الدنيا فإنها فانية { واستمتعتم } انتفعتم بها معرضين عن ذكر البعث { فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق } أي يرفعون عن الإِيمان { وبما كنتم تفسقون } تخرجون عن طاعة الله { واذكر } يا محمد { أخا عاد } يعني هوداً وكان أخاهم نسباً والإِنذار التخويف { قومه } وهم عاد وكانت العرب تعرف ديارهم { بالأحقاف } وهو ما بين عمان إلى حضرموت، وقيل: كانوا من أهل اليمن أهل رمل مشرفين على البحر بأرض يقال لها الشحر { وقد خلت } مضت { النذر } يعني الرسل المنذرين المخوفين { من بين يديه } أي من قبل هود ومن بعده، وروي أن في قراءة ابن مسعود من يعبده { ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم } إن فعلتم ذلك { عذاب يوم عظيم }، قيل: عذاب الآخرة، وقيل: عذاب الاستئصال، وكان من جوابهم أن { قالوا } لهود: { أجئتنا لتأفكنا } لتصرفنا { عن آلهتنا } التي نعبدها { فأتنا بما تعدنا من العذاب إن كنت من الصادقين } في ذلك، يعني في العذاب، وقيل: في النبوة، وكان استعجالهم على وجه التكذيب { قال } هود { إنما العلم عند الله } أي هو يعلم وقته { وأبلغكم ما أرسلت به } إليكم يعني ليس علي إلا تبليغ الرسالة { ولكني أراكم قوماً تجهلون } في استعجال العذاب.