خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوۤاْ إِيمَٰناً مَّعَ إِيمَٰنِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً
٤
لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً
٥
وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَاتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً
٦
وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً
٧
إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ شَٰهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً
٨
لِّتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً
٩
-الفتح

تفسير الأعقم

{ هو الذي أنزل السكينة } الطمأنينة وقوة القلب وزوال الرعب، وقيل: قوّى قلوبهم بالوعد والوعيد { ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم }، قيل: ليزدادوا مع النصرة في الدين طاعة، وقيل: يقيناً مع يقينهم، وعن ابن عباس: أول ما أتاهم به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) التوحيد، فلما آمنوا به وحده أنزل الصلاة والزكاة ثم الحج ثم الجهاد، فازدادوا إيماناً إلى إيمانهم { ولله جنود السماوات والأرض } من الملائكة والمؤمنين قيل: أنصار دينه ينتقم به من أعدائه، وهم أهل التوحيد والعدل، كما أن المحبرة جنود الشيطان ينفون الشرعيَّة ويضيفون إلى الله تعالى، والثاني المجاهد بالسيف لاعزاز دينه وإعلاء كلمته وهم الأنبياء أهل التوحيد والعدل لأنهم يجاهدون بالسيف ليتركوا الكفر ويؤمنوا بالله ويدينون دين الله ليدينون به وبعث أنبيائه بالدعاء إليه، فأما أهل الحبر إذا قالوا إن الكفر خلق الله فيهم وارادته ثم يحاربون في إزالته ولا يرضون به فهم يحاربون الله حيث لم يرضوا بما خلق { وكان الله عليماً } بالأشياء { حكيماً } يفعل ما هو الصلاح { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار } روي أنها لما نزلت: { { إنا فتحنا } [الفتح: 1] الآية قال رجل: هنالك قد بيَّن الله لنا يا رسول الله ما يفعل بك فماذا يفعل بنا؟ فأنزل الله: { ليدخل المؤمنين والمؤمنات } الآية { وكان ذلك عند الله فوزاً عظيماً } { ويعذب الله المنافقين والمنافقات } الذين أبطنوا الكفر { والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء }، قيل: ظنهم أن الله لا ينصر نبيه والمؤمنين، وقيل: ظنهم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً، أي لا يرجعوا من الحديبية سالمين { عليهم دائرة السوء }، قيل: هو دعاء عليهم بالهلاك، وقيل: ما يظنونه ويتربصون به بالمؤمنين فهو كائن بهم دائرٌ عليهم، والسوء الهلاك والدمار { وغضب الله عليهم } إرادة عقوبتهم { ولعنهم } أبعدهم { وأعد لهم جهنم وساءت مصيراً } أي بئس المرجع { ولله جنود السماوات والأرض } من الملائكة والمؤمنين { وكان الله عزيزاً حكيماً } { إنا أرسلناك } يا محمد { شاهداً } على أمتك كقوله: { { ويكون الرسول عليكم شهيداً } [البقرة: 143] { ومبشراً } للمطيعين بالجنة { ونذيراً } للعاصين من النار { لتؤمنوا بالله } أي جعلنا لطفاً لتؤمنوا بالله { ورسوله وتعزروه }، قيل: تعظموه، وقيل: تنصروه { وتوقّروه } تعظموه { وتسبّحوه } قبل الوقف على قوله: { وتوقروه } وقد تمّ، ثم يبتدئ: { وتسبحوه } أي تنزهوا الله سبحانه، وقيل: هو عبارة عن الدوام عن ابن كثير وأبو عمرو: لتؤمنوا وتعزروه وتوقروه وتسبحوه في الأربعة بالتاء كناية عن المؤمنين، قال جار الله: الضمائر لله عز وجل، والمراد تعزير الله دينه ورسوله، ومن فرق الضمائر فقد أبعد، وعن ابن عباس: صلاة العصر والظهر.