خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلْكَعْبَةَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ قِيَٰماً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَٱلْهَدْيَ وَٱلْقَلاَئِدَ ذٰلِكَ لِتَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَأَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
٩٧
ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٩٨
مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ
٩٩
قُل لاَّ يَسْتَوِي ٱلْخَبِيثُ وَٱلطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ ٱلْخَبِيثِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
١٠٠
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا ٱللَّهُ عَنْهَا وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ
١٠١
قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ
١٠٢
-المائدة

تفسير الأعقم

قوله تعالى: { جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس } يعني إصلاحاً وقواماً في مناسكهم وتجارتهم وأنواع منافعهم، وروي أنه لو تركوه عاماً واحداً لم ينظروا ولم يؤخروا { والشهر الحرام } يعني الشهر الذي يؤدون فيه الحج وهو ذو الحجة لاختصاصه من بين الأشهر بإقامة موسم الحج فيه { والهدي والقلائد } والمقلد منه خصوصه وهو البدن لأن الثواب فيه أكثر { ذلك } اشارة إلى جعل الكعبة قياماً للناس أو إلى ما ذكره من حفظ الاحرام بترك الصيد { لتعلموا أن الله بكل شيء عليم } أي عالم بما يصلحكم { اعلموا أن الله شديد العقاب } لمن انتهك محارمه { وان الله غفور رحيم } لمن حافظ عليها { ما على الرسول إلا البلاغ } تشديد في وجوب الامتثال لما أمر به (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله تعالى: { يأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم } "روي أن سراقة بن مالك، وقيل: عكاشة، قال: يا رسول الله الحج علينا كل عام؟ فأعرض عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأعاد عليه مسألته ثلاث مرات، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ويحك وما يؤمنك أن أقول: نعم والله لو قلت: نعم لوجبت ولو وجبته ما استطعتم ولو تركتم لكفرتم فاتركوني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالكم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بأمر فخذوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه" قوله تعالى: { وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن } يعني وأن تسألوا عن هذه التكاليف الشديدة في زمان الوحي وهو ما دام النبي بين أظهركم يوحى اليه { تبد لكم } تلك التكاليف الشديدة التي تسوءكم وتؤمرون بتحملها فتعرضون أنفسكم لغضب الله { عفى الله عنها } أي عفى الله عنكم عما سلف من مسألتكم فلا تعودوا إلى مثلها { والله غفور حليم } لا يعاجلكم فيما يفرط منكم، قوله تعالى: { قد سألها قوم من قبلكم } يعني قد سأل هذه المسألة قوم من الأولين { ثم أصبحوا بها كافرين } وذلك أن بني إسرائيل كانوا يستفتون أنبياءهم عن أشياء فإذا أمروا بها تركوها فهلكوا.