خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَٰجُّوۤنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ
٨٠
وَكَيْفَ أَخَافُ مَآ أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَٰناً فَأَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِٱلأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
٨١
ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوۤاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلأَمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ
٨٢
وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيْنَٰهَآ إِبْرَٰهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَٰتٍ مَّن نَّشَآءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ
٨٣
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ
٨٤
وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ
٨٥
وَإِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى ٱلْعَالَمِينَ
٨٦
وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَٱجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٨٧
ذٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٨٨
-الأنعام

تفسير الأعقم

قوله تعالى: { وحاجَّه قومه } أي خاصموه وما دلوه وقالوا له: كيف خالفت دين آبائك وقومك وجئت بدين لا يعرف، وقيل: قالوا فلتخاف آلهتنا أن تصيبك { إلا أن يشاء ربي شيئاً }، قيل: الاستثناء منقطع ومعناه لكن أخاف ربي أن يعاقبني إذا أذنبت، وقيل: لا أخاف الا أن يشاء ربي فيما يفعله من ضرر لأنه القادر عليه، وقيل: الاستثناء حقيقة ومعناه لا أخاف الأصنام إلاَّ أن يشاء ربي بأن يجعلهم أحياء متمكنين من ظلمي فحينئذ أخافهم { وكيف أخاف ما أَشركتم } يعني الأصنام وهي لا تبصر ولا تسمع ولا تضر ولا تنفع { ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً } أي حجةً وبرهاناً، وهو القاهر القادر على كل شيء، قال: { فأي الفريقين أحق بالأمن } يعني فريق الموحدين والمشركين { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم } بمعصية توجب الفسق { أولئك لهم الأمن } من عذاب الله تعالى { وهم مهتدون }، قيل: إلى الجنة، وقيل: إلى الحق والدين، قوله تعالى: { وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه } إشارة إلى ما احتج على قومه من قوله: { { فلمَّا جنَّ عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي } [الأنعام: 76] إلى قوله: { وهم مهتدون }، ومعنى { آتيناها } أرشدناه إليها { نرفع درجات من نشاء } يعني في الحلم والحكمة، قوله تعالى: { ووهبنا له اسحاق } أي اعطينا إبراهيم اسحاق وهو ابنه من سارة { ويعقوب } بن اسحاق { كُلاًّ هدينا } وفقنا وأرشدنا، وقيل: هدينا بالنبوة، وقيل: بالكرامة والمدح والثواب { ونوحاً هدينا من قبل } أي من قبل إبراهيم وولده { ومن ذريته } أي من ذرية نوح (عليه السلام) لأنه أقرب المذكورين، وقيل: من ذرية ابراهيم ولوطاً لم يكن من ذرية ابراهيم { داوود } ابن آشا { وسليمان } ابنه { وأيوب } ابن أموص { ويوسف } ابن يعقوب { وموسى } هو موسى بن عمران بن يصهره { وهارون } هو أخو موسى وأكبر منه سناً بسنةٍ { وكذلك } أي وكما جزينا إبراهيم على توحيده كذلك { نجزي المحسنين } { وزكريا } ابن أذف بن كنَّا { ويحيى }، وهو ابنه { وعيسى } ابن مريم بنت عمران { وإلياس } قيل: هو إدريس { كلٌّ من الصالحين } يعني الأنبياء { واسماعيل } ابن ابراهيم مِن هاجر الذي أنزله مكة وهو جدّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: هو الذبيح { واليسع ويونس } ابن متى { وكُلاًّ فضلنا على العالمين } عالمي زمانهم روي ذلك في الثعلبي { واجتبيناهم } اخترناهم واصطفيناهم { وهديناهم } أرشدناهم { ولو أشركوا لحبط } يعني ولو أشركوا هؤلاء الأنبياء الذين سميناهم فعبدوا غيره { لحبط عنهم ما كانوا يعملون }.