خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
١٩٤
أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ
١٩٥
إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّالِحِينَ
١٩٦
وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلاۤ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ
١٩٧
وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَٰهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ
١٩٨
خُذِ ٱلْعَفْوَ وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَاهِلِينَ
١٩٩
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ نَزْغٌ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
٢٠٠
-الأعراف

تفسير الأعقم

{ إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم } استهزاء بهم، وإنما قيل: إنما سميت الأوثان عباد إلا أنها مملوكة لله تعالى، وقيل: صارت مخلوقة أمثالكم، وقوله تعالى: { أَلَهُمْ أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها } أي ليس لهم أي للأوثان هذه الحواس فأنتم أفضل منهم فلم عبدتموهم؟ روي ذلك في الحاكم عن أبي علي، { قل } يا محمد { ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون } روي أن المشركين خوفوه بآلهتهم فأجابهم بذلك، يعني ادعوا الأوثان ثم كيدون بأجمعكم، أي أمكروا بي فلا تنظرون أي لا تؤخروا لتعلموا أن كيدكم لا يضرني لأن الله تعالى يدفع عني { إن وليي الله } أي ناصري وحافظي { الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين }، قوله تعالى: { والذين تدعون من دونه } يعني الأصنام { لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون }، قيل: الأوثان، وقيل: الكفار لا ينصرون أنفسهم ولا معبودهم { وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون }، قيل: هم عباد الأوثان ينظرون إليك كأنهم لا يبصرونك كراهة النظر إليك، وبغضاً منهم لك لأنهم لا يتأملون حقائق ما ينظرون اليه من آيات الله ومعجزات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين }، قيل: لما نزلت الآية سأل جبريل فقال: لا أدري حتى أسأل، ثم رجع فقال: يا محمد ان ربك يقول: أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك، وتعفوا على من ظلمك، وعن جعفر الصادق (عليه السلام): "أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق وليس في القرآن أجمع لمكارم الأخلاق منها" { واعرض عن الجاهلين } يعني لا تكافئ السفهاء بمثل سفههم ولا تمارهم، وقال بعضهم في قوله: { واعرض عن الجاهلين } نسختها آية السيف { وإما ينزغنَّك من الشيطان نزغ } أي يعرض لك ويصيبك من وسوسة في خلاف ما أمرت به { فاستعذ بالله } أي استجر بالله من نزغه، { إنه سميع عليم }.