خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ
٢٠١
وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي ٱلْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ
٢٠٢
وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ ٱجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يِوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـٰذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
٢٠٣
وَإِذَا قُرِىءَ ٱلْقُرْآنُ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
٢٠٤
وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ وَلاَ تَكُنْ مِّنَ ٱلْغَافِلِينَ
٢٠٥
إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ
٢٠٦
-الأعراف

تفسير الأعقم

قوله تعالى: { إن الذين اتقوا } الكفر والكبائر { إذا مسهم } إذا أصابهم { طائف } قيل: وسوسة، وقيل: غضب { تذكروا } في الوعد والوعيد، وقيل: تذكروا الله تعالى فتركوا الذنب { فإذا هم مبصرون } ما عليهم من الخطيئة والعصيان، وما لهم من الثواب والرضوان { وإخوانهم } يعني إخوان الشياطين في الضلال { يمدونهم } الشياطين، وقيل: إخوان الشياطين المشركين، وإنما سماهم إخواناً لقبولهم منهم { ثم لا يقصرون } أي يكفون عن أغوائهم، وقيل: لا يمسكون، ومعنى: { لولا اجتبيتها } هلا اجتمعتها افتعالاً من عند نفسك، لأنهم كانوا يقولون: { ما هذا إلا إفك مفترى } يعني القرآن { بصائر } حجج وبراهين { وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا } ظاهرة وجوب الاستماع والانصات وقت تلاوة القرآن وفي صلاة وغير صلاة، وقيل: كانوا يتكلمون في الصلاة فنزلت ثم صار سنة في غير الصلاة أن ينصت القوم إذا كانوا في مجلس يقرأ فيه القرآن، وقيل: معناه استمعوا له اعملوا بما فيه ولا تجاوزوه { واذكر ربك في نفسك } هو عام في الاذكار من قراءة القرآن وغيرها من الدعاء والتسبيح والتهليل وغير ذلك، وقيل: هو أمر بالصلاة، وقيل: بالقراءة في الصلاة { تضرعاً } تخشعاً وتذللاً، وقيل: المراد به الصلوات المكتوبات { وخيفة } خفا خوفاً من عقابه { ودون الجهر من القول } ومتكلماً كلاماً دون الجهر لأن الإِخفاء أدخل في الإِخلاص { بالغدوّ والآصال }، قيل: أراد دوام الذكر ومعنى بالغدو وقت أول النهار، والآصال العشي { ولا تكن من الغافلين } الذين يغفلون عن ذكر الله تعالى: { إن الذين عند ربك } هم الملائكة (صلوات الله عليهم) قال الحاكم: والآية تدل على أن الملائكة أفضل من بني آدم { ويسبِّحونه } ينزهونه عما لا يليق عليه { وله يسجدون }، قيل: يخضعون، وقيل: يهلون.
فصل
لا خلاف أن في آخر الأعراف سجدة، قال أبو حنيفة: كل موضع للسجود في آخر السورة أو قريباً منه فهو بالخيار إن شاء ركع وإن شاء سجد ورفع رأسه قام وقرأ القرآن ثم ركع، واختلفوا في حكمها فقال أبو حنيفة: سجدة التلاوة واجبة، شرط فيها من الطهارة والقبلة وغيرها ما يشرط في الصلاة، وقال الشافعي: سنة مؤكدة، قال أبو حنيفة: يكبر ويسجد ويكبر ويرفع رأسه مكبر ولا سلام، وقال الشافعي: فيه سلام.