خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحْدَى ٱلطَّآئِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ ٱلشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ ٱلْكَافِرِينَ
٧
لِيُحِقَّ ٱلْحَقَّ وَيُبْطِلَ ٱلْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ
٨
إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ
٩
وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
١٠
إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن ٱلسَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلأَقْدَامَ
١١
إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ
١٢
ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
١٣
ذٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ
١٤
-الأنفال

تفسير الأعقم

{ وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين انها لكم } روى الثعلبي قال: ولما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قريباً من بدر سمع أبو سفيان بمسير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) استأجر ضمضم بن عمرو الغفاري وبعثه إلى مكة يخبرهم أن محمداً قد خرج لعيرهم، فأتى مكة فأخبرهم بذلك فغضبوا وانتدبوا وخرجوا وقالوا: لا يتخلف عنا أحد وخرج الشيطان في صورة سراقة { وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم } وهي العير لأنه لم يكن معها إلا أربعون فارساً، والشوكة النجدة مأخوذة من واحدة الشوك { ويريد الله أن يحق الحق بكلماته } يعني بأمره لكم بقتال الكفار { ليحق الحق } بظهور الإِسلام { ويبطل الباطل } الكفر، وقيل: الحق القرآن { إذ تستغيثون ربكم } وذلك أنهم لما علموا أنه لا بد لهم من القتال دعوا الله يقولون: اللهم انصرنا على عدونا يا غياث المستغيثين، "وروي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نظر إلى المشركين وهم ألف وإلى أصحابه وهم ثلاثمائة فاستقبل القبلة ومدّ يده يدعو وقال: اللهم انجزني ما وعدتني" { فاستجاب لكم أَني ممدكم بألف من الملائكة مردفين }، قيل: نزل جبريل (عليه السلام) في خمسمائة ملك على الميمنة وميكائيل (عليه السلام) على الميسرة في خمسمائة وفيها علي بن أبي طالب (عليه السلام)، روي أنها نزلت الملائكة يوم بدر على صورة الرجال عليهم ثياب بيض وعمائم بيض قد أرخوا أذنابها بين أكتافهم فقاتلوا، ولم يقاتلوا إلاَّ يوم بدر ويوم الأحزاب، وعن أبي داوود المازني: تبعت رجلاً من المشركين لأضربه يوم بدر فوقع رأسه بين يدي قبل أن يصل إليه سيفي، وقيل: لما يقاتلوا وإنما كانوا يكثرون السواد، ويثبتون المؤمنين، وإلا فملك واحد كاف بأهل الدنيا، فإن جبريل أهلك بريشة من جناحه مدائن قوم لوط، وأهلك بلاد ثمود قوم صالح بصيحة واحدة { وما جعله الله } يعني الإمداد بالملائكة { إلاَّ بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله } فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين { إذ يغشيكم النعاس أمنة منه } وهي غاية الأمن لأن الخوف يسهر، قيل: لما أسهرهم الخوف أرسل الله عليهم النوم فأمنوا واستراحوا { وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به } من الجنابة { ويذهب عنكم رجز الشيطان }، وروي أنه أصابهم الظمأ، فوسوس اليهم الشيطان أنهم يهلكون من العطش، فأرسل الله عليهم المطر فشربوا وتطهروا ولبدت الأرض وزالت وسوسة الشيطان ورجز الشيطان وسوسته ومطاياه، وقيل: هو الاحتلام { وليربط على قلوبكم } أي يشدها ويقويها بالأمن وزوال الخوف { إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنِّي معكم بالمعونة والنصر فثبِّتوا الذين آمنوا }، قيل: بقتالهم معهم يوم بدر، وقيل: بحضورهم معهم في الحروب { سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب } يعني الخوف أخبر به الملائكة ليخبر به المؤمنين { فاضربوا فوق الأعناق }، قيل: هو أمر للملائكة، وقيل: بل هو للمؤمنين، قيل: ومعنى فوق الأعناق اضربوا الأعناق كقوله: { فضرب الرقاب } قال الأصم: سورة محمد نزلت بعد بدر، وقيل: معناه الأعناق فما فوقها، وقيل: فاضربوا الرؤوس فوق الأعناق { واضربوا منهم كل بنان } يعني اضربوا الرؤوس والأيدي { ذلك بأنهم شاقُّوا الله } يعني هؤلاء الكفار خالفوا الله فيما أمر الله به وخالفوا رسوله فيما شرع لهم { ذلكم فذوقوه } يعني هذا العذاب الذي عجله الله لكم أيها المشركون من القتل والأسر والخذلان جزاء لكم على فعلكم { وأنَّ للكافرين } في القيامة { عذاب النار }.