{ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن} الآية نزلت في المنافقين والأذن الذي يصدق كلما سمع ويقبل قول كل أحد سمي بالجارحة الذي هي ألذ السماح {يؤمن بالله} يعني يسمع إلى الوحي فيصدق الله تعالى ويصدق المؤمنين يقبل منهم {ورحمة لمن آمن منكم} أي أظهر الايمان منكم أيها المنافقون حيث يسمع منكم ويقبل إيمانكم الظاهر ولا يكشف أسراركم ولا يفضحكم، قوله تعالى: {يحلفون بالله لكم} أيها المؤمنون يعني يحلف المنافقون لكم كذباً {ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه} بترك الكفر والنفاق {ألم يعلموا أنه من يحادد الله} أي هلاّ علموا بعد أن مكنوا من العلم، وقيل: هو أمر بالعلم اعلموا بهذا الخبر والدليل، وقيل: علموا أو عاندوا أنه من يحادد الله ورسوله أي يخالف الله ورسوله {فإن له نار جهنم خالداً فيها} الآية، قوله تعالى: {يحذر المنافقون} الآية كانوا يستهزئون بالاسلام وأهله وكانوا يحذرون أن يفضحهم الله تعالى بالوحي حتى قال بعضهم: والله لا أرانا إلاَّ أشرَّ خلق الله تعالى، وقوله: {إن الله مخرج ما تحذرون} يعني مظهر ما تحذرون إظهاره من نفاقكم، "وروي أن ناساً من المنافقين ساروا بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة تبوك فقالوا: انظروا إلى هذا الرجل يريد أن يستفتح قصور الشام وحصونه هيهات هيهات، فأطلع الله تعالى نبيه على ذلك فأتاهم فقال: قلتم كذا وكذا فقالوا: يا نبي الله والله ما كنَّا في شيء من أمرك ولا أمر أصحابك ولكن كنَّا في شيء مما يخوض فيه الركب" {قل} يا محمد ردَّاً على كذبهم {أبالله وآياته ورسوله كنتم تسهزئون} {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} يعني قد أظهرتم كفركم باستهزائكم بعد إظهاركم الايمان {أن نعف عن طائفة منكم} بالتوبة، قيل: جماعة، وقيل: إنه رجل تاب ومعه ناس لما نزلت هذه الآية {نعذب طائفة} بإصرارهم وترك التوبة {بأنهم كانوا مجرمين} مذبذبين كافرين {المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض} في الاجتماع على النفاق وترك نصرة الرسول، قوله تعالى: {ويقبضون أيديهم} عن الانفاق في سبيل الله وهو الصدقات والزكوات {نسوا الله فنسيهم} يعني أنهم تركوا الطاعات فتركهم في النار، وقيل: جعلوا الله تعالى كالمنسي حيث لم يتفكروا أن لهم صانعاً ينبئهم بما في قلوبهم ويعاقبهم، وقيل: نسوا الله فجازاهم على نسيانهم بالعقاب.