خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ
٢١
لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ
٢٢
إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
٢٣
مَثَلُ ٱلْفَرِيقَيْنِ كَٱلأَعْمَىٰ وَٱلأَصَمِّ وَٱلْبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ
٢٤
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنَّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
٢٥
أَن لاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ
٢٦
-هود

تفسير كتاب الله العزيز

{ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ } فصاروا في النار { وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ } أي: من عبادة الأوثان. ضلّت عنهم فلم تغن عنهم شيئاً؛ كقوله { ضَلَّوا عَنَّا } [غافر:74].
{ لاَ جَرَمَ } وهي كلمة وعيد { أَنَّهُمْ فِي الأَخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ } أي: خسروا أنفسهم.
ثم قال: { إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ } أي: اطمأنوا إلى ربهم، أي: خلصت قلوبهم بالإِيمان. كقوله: { وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ } وقال مجاهد: أخبتوا اطمأنوا. وقال بعضهم: وأخبتوا: وأنابوا إلى ربهم { أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ } أي: أهل الجنة { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } أي: لا يخرجون منها.
قوله: { مَثَلُ الفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَستَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } أي: لا يستويان مثلاً. أي: فكما لا يستوي عندكم الأعمى والأصم والبصير والسميع في الدنيا. فكذلك لا يستويان عند الله في الدين. ومثل الكافر مثل الأعمى والأصم، لأنه أعمى أصم عن الهدى، والبصير والسميع هو المؤمن، أبصر الهدى وسمعه فقَبِله.
قوله: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } أي: أنذركم عذاب الله في الدنيا والآخرة. { أَن لاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ } أي: موجع.