خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَاً وَقَالَ يٰأَبَتِ هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَيۤ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجْنِ وَجَآءَ بِكُمْ مِّنَ ٱلْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ ٱلشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِيۤ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ
١٠٠
رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ ٱلْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي ٱلدُّنُيَا وَٱلآخِرَةِ تَوَفَّنِى مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ
١٠١
ذَلِكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوۤاْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ
١٠٢
-يوسف

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العَرْشِ } والعرش هو السرير { وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً } قال الحسن: خرّوا له بأمر الله، أمرهم بالسجود له لتأويل الرُّؤيا.
قال بعضهم: كان السجود تحية من كان قبلكم، وأعطى الله هذه الأمة السلام، وهي تحيّة أهل الجنة. وقال بعضهم: كان سجودهم لله تلقاء يوسف.
{ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُءْيَايَ مِنْ قَبْلُ } أي: تحقيق رؤياي من قبل { قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً }.
قوله: { وَقَدْ أَحْسَنَ بِيَ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ البَدْوِ }. وكانوا بأرض كنعان، أهل مواشِ وبرّيّه { مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ } أي: لطف بيوسف حتى أخرجه من الجب ومن السجن، وجمع له شمله وأقرّ عينه. { إِنَّهُ هُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ }.
قوله: { رَبِّ قَدْ ءَاتَيْتَنِي مِنَ المُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ } وقد فسّرناه قبل هذا الموضع. { فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } أي: خالق السَّماواتِ والأرض { أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالأَخِرَةِ } أي: لا أتولى في الدنيا والآخرة غيرك. { تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } أي: بأهل الجنة.
وقال بعضهم: لما جمع الله شمله، وأقر عينيه ذكر الآخرة فاشتاق إليها فتمنى الموت؛ قال:
"فلم يتمنى نبي قط الموت قبل يوسف عليه السلام" .
قوله: { ذَلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الغَيْبِ } أي: من أخبار الغيب، يعني ما قص من قصتهم من أول السورة إلى هذا الموضع. { نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ } أي: عندهم { إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ } أي: بيوسف إذ يلقونه في الجب.