قوله: { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ } أي: ما أرادته به على نفسها حين اضطجعت له.
{ وَهَمَّ بِهَا } أي: حلّ سراويله. قال: { لَوْلاَ أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ }.
ذكروا عن الحسن أنه قال: زعموا أنه رأى يعقوب في صورته قد فرج عنه سقف
البيت عاضاً على إصبعه. وكذلك قال غيره. قال مجاهد: مثل له يعقوب فاستحيى
منه. وقال بعضهم: قد مثل له يعقوب، قد فرج سقف البيت، مشرفاً عليه، فصرف
الله عند وأذهب كل شهوة كانت في مفاصله. وفي تفسير الكلبي: إنه ملك تشبه
بيعقوب.
قال الله: { كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ }
يعني أنه نبي أخلص بالنبوة.
قال بعضهم: فولّى هارباً فاتبعته { وَاسْتَبَقَا البَابَ } فسبقها إلى الباب ليخرج
{ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ } أي: شقّته من خلفه. { وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا } أي زوجها. ولو
لم يعلم حق الزوج وحرمته، إلا أن الله سمّاه سيداً، أي: سيداً للمرأة. قال: وألفينا
سيّدها. { لَدَا الْبَابِ } أي: عند الباب.
{ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً } تعني الفاحشة { إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي: موجع.