خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيۤ إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ
٣٧
وَٱتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـيۤ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَآ أَن نُّشْرِكَ بِٱللَّهِ مِن شَيْءٍ ذٰلِكَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ
٣٨
يٰصَاحِبَيِ ٱلسِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ
٣٩
-يوسف

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ } أي: بمجيئه. قال بعضهم: أي: بلون الطعام { قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي }. فكان يخبرهما بما يأتيهما من الطعام قبل أن يأتيهما، بما يطلعه الله عليه، كما أطلع عيسى ابن مريم، فكان ينبىء بني إسرائيل بما يأكلون وما يدّخرون في بيوتهم. فكان يقول للرجل: أكلت كذا وكذا، وادّخرت كذا وكذا.
قوله: { إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَهُم بِالأَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } يقول: لم أتبع ملتهم. { وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ ءَابَاءِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُّشْرِكَ بِاللهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنَا } يعني النبوة التي أعطاهم الله { وَعَلَى النَّاسِ } يعني الإِسلام. ويقال: رب شاكر نعمة على غيره. { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } أي: لا يؤمنون.
قوله: { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ } يعني الفتيين اللذين سجنا معه { ءَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ }، على الاستفهام، أي: يفهمهم، يعني الأوثان التي يعبدون من دون الله من صغير وكبير ووسط { خَيْرٌ أَمِ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ } أي: إن الله خير منهم. هو مثل قوله:
{ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً } [الزمر:29]، يعني به مثلاً لنفسه، ويعني بالرجل السلم الذي يعبده ويوحده، ويعني بالشركاء المتشاكين الآلهة التي يعبدونها من دون الله.