خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ
٢٥
وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
٢٦
وَٱلْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ
٢٧
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلآئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
٢٨
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ
٢٩
فَسَجَدَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ
٣٠
إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّاجِدِينَ
٣١
-الحجر

تفسير كتاب الله العزيز

{ وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ } أي: هو يحشر الخلق يوم القيامة { إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } أي: حكيم في أمره، عليم بخلقه.
قوله: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } الصلصال التراب اليابس الذي تجمّع، يسمع له صلصلة. وقال في آية أخرى:
{ خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ } [الرحمن:14]. يعني الذي يجف من الطين المنتن. وقال مجاهد: الصالّ، يعني المنتن، أي: قد صلّ، مثل قوله: { مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } أي: الطين المنتن. ذكروا عن ابن عباس قال: المنتن. قال الحسن: نشأ ذريته على صورته.
قوله: { وَالجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ } الجان، يعني إبليس في تفسير بعضهم. خلقناه من قبل، قال الحسن: أي: من قبل آدم. { مِن نَّارِ السَّمُومِ } أي: سموم جهنم.
قوله: { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ المَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } فكانت الطاعة لله، والسجدة لآدم.
قال الحسن: إن إبليس أمره الله بالسجود كما أمر الملائكة، وإنه ليس من الملائكة، وإن الملائكة خلقوا من نور، وخلق إبليس من النار[وقال ابن عباس: لو لم يكن إبليس من الملائكة لم يؤمر بالسجود].
قال: { إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ } قال الحسن: أبى أن يسجد معهم. وكان لإِبليس اسم قبل أن يعصي الله، فسمّاه حين عصى إبليسَ. وأبلس من الإِبلاس، والإِبلاس هو الإِياس من رحمة الله. كقوله:
{ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ } [الأنعام:44] أي: آيسون من رحمة الله. وكقوله: { لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } [الزخرف:75] أي: آيسون من رحمة الله.