خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
١٨
وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ
١٩
وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ
٢٠
أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ
٢١
إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وَاحِدٌ فَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ
٢٢
لاَ جَرَمَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ
٢٣
-النحل

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ } أي: ما يسر المشركون من نجواهم في أمر النبي، أي: ما يتشاورون في أمره، مثل قوله: { وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا } أي: الذين أشركوا { هَلْ هَذَا } يعنون محمداً { إِلآَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } [الأنبياء:3] أي: أنه سحر. يعنون القرآن. قال الله: { وَمَا تُعْلِنُونَ } أي: من شركهم وجحودهم.
{ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ } يعني الأوثان { لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } أي: يصنعون بأيديهم. قال إبراهيم:
{ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } [الصافات:95-96] أي: بأيديكم.
قوله: { أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ } أي: الأوثان أموات لا أرواح فيها { وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }.
قال بعضهم: تحشر الأوثان بأعيانها فتخاصم عابديها عند الله بأنها لم تدعهم إلى عبادتها، وإنما كان دعاهم إلى عبادتها الشيطان. قال الله: { إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً } أي: أمواتاً لا أرواح فيها
{ وَإن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً } [النساء:117].
قوله: { إِلَهُكُم إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالأَخِرَةِ } أي: لا يصدّقون. بالآخرة { قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ } أي: لهذا القرآن. وبعضهم يقول منكرة لا إله إلا الله { وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ } عن عبادة الله وعما جاء به رسول الله. وقال بعضهم: عن القرآن، وهو واحد.
ثم قال: { لاَ جَرَمَ } وهي كلمة وعيد. { أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ }. وقد فسّرناه قبل هذا الموضع. { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْتَكْبِرِينَ }.