قوله: { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ } وهذا وحي إلهام. { أَنِ اتَّخِذِي مِنَ
الجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ } أي: ومما يبنون.
{ ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً } يعني طرق ربك التي
جعل الله لك ذللاً، أي: مطيعة. وقال مجاهد: { اسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً } أي: ذلّلت
لها السبل لا يتوعَّر عليها مكان [سلكته].
{ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ } يعني العسل { مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ }
أي: دواء.
ذكروا أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنَّ أخي يشتكي بطنه. قال:
"اذهب فاسقه عسلاً. فذهب فسقاه فلم ينفعه شيئاً. فأتى النبي عليه السلام فقال: يا رسول الله سقيته فلم ينفعه شيئاً. قال: فاذهب فاسقه عسلاً. فذهب فسقاه فلم ينفعه شيئاً. فأتى النبي فقال: يا رسول الله سقيته فلم ينفعه شيئاً. قال: فاذهب فاسقه عسلاً. فذهب فسقاه فلم يغن عنه شيئاً. فأتى النبي فأخبره؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمفي الثالثة أو الرابعة: صدق الله وكذب بطن أخيك، اذهب فاسقه عسلاً. فذهب فسقاه فبَرَأ بإذن الله" .
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }.