خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّن جُلُودِ ٱلأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَآ أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَىٰ حِينٍ
٨٠
وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ
٨١
-النحل

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً } تسكنون فيه { وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتاً } يعني من الشعر والصوف { تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ } يعني في سفركم { وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ } يعني في قراركم في غير سفر { وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً } والأثاث المتاع في تفسير الحسن، وقال مجاهد: الأثاث الغنى. وقال بعضهم: الأثاث المال، وهو واحد. { وَمَتَاعاً } أي: تستمتعون به { إِلَى حِينٍ } أي: إلى الموت.
قوله: { وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً } يعني من المنازل، تظلكم من الشمس والمطر، وجعل لكم أيضاً ظلالاً من الشجر. { وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الجِبَالِ أَكْنَاناً } أي: غيرانا تكنّكم أيضاً من الحرّ والبرد والريح والأمطار، يعني الغيران التي تكون في الجبال. { وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحَرَّ } أي: من القطن والكتان والصوف. وقد قال في أول السورة:
{ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ } [النحل:5] أي: من البرد. قال: { وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ } يعني دروع الحديد تقيكم القتال. { كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ } أي: لكي تُسلِموا. يقول: إن أسلمتم تمّت عليكم النعمة بالجنة. وإن لم تسلموا لم تتمّ نعمته عليكم إذا صرتم إلى عذابه.
وبلغنا عن ابن عباس أنه كان يقرأها: لعلّكم تسلَمون أي: من الجراح في لبس الدروع.