قوله: { قَال اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُوراً } قال مجاهد: وافراً.
قوله: { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ } يعني بدعائك، أي:
بوسوستك. { وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ }.
قال مجاهد: كل فارس في معصية الله فهو من خيل إبليس، وكل راجل في
معصية الله فهو من رَجل إيليس. وقال بعضهم: رجاله الكفار والضّلاّل من الجِنّ
والإِنسِ. وكان الحسن يقرأها: { وَرِجَالِكَ } وقال: وإن له خيلاً وإن له رجالاً.
قوله: { وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ } قال الحسن: شركته إياهم في الأموال أنه أمرهم، أي: وسوس إليهم، فأخذوها من حرام وأنفقوها في غير حقها.
وشركته إياهم في الأولاد أن الله أعطاهم أولاداً على الفطرة فصبغوهم يهوداً ونصارى
أو مجوساً أو عابدي وثن.
وقال الكلبي: شركته إياهم في الأموال ما كانوا يحرّمون مما أحلّ الله لهم، وكل
ما أصابوا من غير حلّه ووضعوه في غير حقّه، وشركته إياهم في الأولاد ما ولد من
الزنا.
قوله: { وَعِدْهُمْ } أي: بالأماني، أي: بأنه لا بعث ولا حساب ولا جنة ولا
نار. وهذا وعيد من الله للشيطان، كقول الرجل: اذهب فاجهد على جهدك، وليس
على وجه الأمر له.
قال: { وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً }.