خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ يَقْرَؤونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً
٧١
وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً
٧٢
وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً
٧٣
وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً
٧٤
إِذاً لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ ٱلْحَيَاةِ وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً
٧٥
-الإسراء

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ }. أي: بكتابهم، أي: ما نسخت عليهم الملائكة من أعمالهم. وقال بعضهم: { بِإِمَامِهِمْ } أي: بنبيّهم قال: { فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ } وقد فسّرناه قبل هذا الموضع { وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } وقد فسّرناه في سورة النساء.
قوله: { وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الأَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً } قال بعضهم: من كان في هذه الدنيا أعمى، أي: عما عاين فيها من نعم الله وخلقه وعجائبه فيعلم أن له معاداً وأشباه هذا مما جعله الله تبصرة للعباد فيعلمون أن البعث حق، فهو فيما يغيب عنه من أمر الآخرة أعمى وأضل سبيلاً، أي: وأضل طريقاً.
وقال الحسن: من كان في هذه الدنيا أعمى، وهو الكافر عمي عن الهدى، فهو في الآخرة أعمى في الحجة، أي: ليست له حجة. كقوله:
{ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى } [طه:125].
قوله: { وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ } أي: ليضلونك. وقال بعضهم: ليصدونك { عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } أي: القرآن { لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً } أي: لو فعلت.
وذلك أن المشركين خلوا بنبي الله عليه السلام بمكة ليلة حتى الصباح فقالوا: يا محمد، إن الذي جئت به لم يجيء به أحد من قومك، ورفقوا به، وقالوا له: كُفَّ عن شتم آلهتنا وذمّها وانظر في هذا الأمر، فإن هذا لو كان حقاً لكان فلان أَحقَّ به منك، وفلان أحق به منك. فأنزل الله: { وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ... } الآية.
قوله: { وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ } أي: بالنبوة، أي: عصمناك بها { لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً إِذاً لأَذَقْنَاكَ } لو فعلت { ضِعْفَ الحَيَاةِ } أي: عذاب الدنيا { وَضِعْفَ المَمَاتِ } أي: عذاب الآخرة { ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً } أي: فينتصر لك بعد عقوبتنا إياك.