قوله: { وَمَا نُرْسِلُ المُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ } أي: بالجنة { وَمُنذِرِينَ } أي:
من النار. ويبشرونهم أيضاً بالرزق في الدنيا قبل دخول الجنة إن آمنوا. وقد فسّرناه قبل هذا الموضع. وينذرونهم العذاب في الدنيا قبل عذاب الآخرة إن لم يؤمنوا.
قوله: { وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا } أي: ليذهبوا { بِهِ الحَقَّ }
فيما يظنون؛ ولا يقدرون على ذلك. قال: { وَاتَّخَذُوا ءَايَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً }.
قال: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بآيَاتِ رَبِّهِ } يقوله على الاستفهام. وهذا استفهام
على معرفة { فَأَعْرَضَ عَنْهَا } أي: لم يؤمن بها. { وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } أي: ما سلف منه. قال الحسن: عمله السوء. أي: لا أحد أظلم منه.
قوله: { إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } أي: غلفاً { أَن يَفْقَهُوهُ } أي: لئلا
يفقهوه. { وَفِي ءَاذَانِهِمْ وَقْراً } وهو الصمم عن الهدى. { وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً } يعني الذين يموتون على كفرهم.
{ وَرَبُّكَ الغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ } أي: لمن آمن. ولا يغفر أن يشرك به { لَوْ
يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا } أي: بما عملوا { لَعَجَّلَ لَهُمُ العَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَن يَجِدُوا
مِن دُونِهِ مَوْئِلاً } قال الحسن: ملجأً.
قوله: { وَتِلْكَ القُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا } أي: لما أشركوا وجحدوا
رسلهم. { وَجَعَلْنَا لِمَهْلكِهِم مَّوْعِداً } أي: الوقت الذي جاءهم فيه العذاب. وقال
مجاهد: موعداً: أجلاً.