خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى ٱلصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلْحُوتَ وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ ٱلشَّيْطَٰنُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي ٱلْبَحْرِ عَجَباً
٦٣
-الكهف

تفسير كتاب الله العزيز

{ قَالَ } فتاه: { أَرَءَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَن أَذْكُرَهُ } وفي بعض القراءات { أَن أُدْرِكَهُ }.
وقال بعضهم: إن موسى لما قطع البحر، وأنجاه الله من آل فرعون جمع بني إسرائيل فخطبهم فقال: أنتم اليوم خير أهل الأرض وأعلمهم. قد أهلك الله عدوكم، وأقطعكم البحر، وأنزل عليكم التوراة. قال: فقيل له: إن ها هنا رجلاً هو أعلم منك. فانطلق هو وفتاه يوشع بن نون يطلبانه. وتزوّدا بحوت مملوح في مكتل لهما. وقيل لهما: إذا نسيتما بعض ما معكما لقيتما رجلاً عالماً يقال له: خضر. فلما أتيا ذلك المكان ردّ الله إلى الحوت روحه فسرب لهما من المكتل حتى أفضى إلى البحر، ثم سلك فيه. فجعل لا يسلك فيه طريقاً إلا صار الماء جامداً.
ومضى موسى وفتاه. فلما جاوزا قال لفتاه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً. قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة، يعني إذ انتهينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره. وفي مصحف عبد الله بن مسعود: أن أدركه. فرجعا عودهما على بدئهما فارتدا على آثارهما قصصاً. فلقيا الخضر.
وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إنما سمي الخضر خضراً لأنه جلس على قردد بيضاء فاهتزّت به خضراء"
قال: { وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي البَحْرِ عَجَباًً }. أي: موسى اتخذ سبيل الحوت في البحر عجباً. وهو تفسير مجاهد.