خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي ٱلْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُواْ عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً
٨٣
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي ٱلأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً
٨٤
فَأَتْبَعَ سَبَباً
٨٥
حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً
٨٦
-الكهف

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَيَسْئَلُونَكَ عَن ذِي القَرْنَيْنِ } فإنما سألته اليهود. { قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً } أي: خبراً.
{ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَءَاتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً } أي: بلاغاً لحاجته. وقال بعضهم: علماً، وهو علمه الذي أُعْطِيَ. بلغنا أنه ملك مشارق الأرض ومغاربها.
{ فَأَتْبَعَ سَبَباً } أي: طرق الأرض ومنازلها. وقال بعضهم: منازل الأرض ومعالمها. { حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ } وهي تقرأ على وجهين: حمئة وحامية.
ذكر عطاء قال: اختلف ابن عباس وعمرو بن العاص في عين حمئة؛ فقال عمرو: حامية، وقال ابن عباس حمئة. فجعلا بينهما كعباً فقال كعب: نجدها في التوراة تغرب في ماء وطين كما قال ابن عباس. وإنما يعني بالحمأة الطين والمنتن. ومن قرأها حامية يقول: حارّة.
قال: { وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ } قال الحسن: يعني القتل؛ وذلك حكم الله فيمن أظهر الشرك إلا من حكم عليه بالجزية من أهل الكتاب إذا لم يسلم وأقر بالجزية، ومن تقبل منه الجزية اليوم. { وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً } يعني العفو. قال: فحكَّموه، فحكَم بينهم، فوافق حكمُه حكمَ الله.