قوله تعالى: { تِلْكَ الجَنَّةُ } أي التي وصف { التِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ
تَقِيّاً }. ذكر بعضهم قال: إن الله تبارك وتعالى قال: ادخلوا الجنة برحمتي واقتسموها
بأعمالكم.
قوله: { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ } قال بعضهم: هذا قول جبريل عليه السلام.
احتبس عن النبي عليه السلام في بعض الوحي، فقال نبي الله عليه السلام: "ما جئت
حتى اشتقت إليك" . فقال جبريل: { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ }.
{ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا } من أمر الآخرة. { وَمَا خَلْفَنَا } أي من أمر الدنيا، أي:
إذا كنا في الآخرة { وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ } من أمر الدنيا والآخرة. وقال الكلبي: هو
البرزخ، يعني ما بين النفختين. قوله: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } ولكن الأمر إليه ليس
إلينا.
{ رَبُّ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ } قال الحسن:
أي: لما فرض عليك. قوله: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } أي: هل تعلم له عدلاً، أي من
قبل المساماة.
ذكروا عن الحسن قال: الله والرحمن اسمان ممنوعان لم يستطع أحد من
الخلق أن ينتحلها. وقوله: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } على الاستفهام أي: إنك لا
تعلمه. أي: لا سمي يخلق كخلقه، ويرزق كرزقه. وهو من باب المساماة.