خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ وٱتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ
١٠٣
يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ ٱنْظُرْنَا وَٱسْمَعُواْ وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ
١٠٤
-البقرة

تفسير كتاب الله العزيز

قوله: { وَلَوْ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللهِ } يعني الثواب يوم القيامة { خَيْرٌ لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } أي: لو كانوا علماء لآمنوا بعلمهم ذلك واتقوا؛ ولا يوصف الكفار بأنهم علماء.
قوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا }. قال الحسن: راعناً: الهجر من القول، نهاهم الله أن يقولوا كما قالت اليهود، وهو قوله:
{ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ } [النساء:46]. وقال بعضهم عن الحسن: وهو التحريف للوحي الذي يأتيهم من الله.
قال: { وَقُولُوا انْظُرْنَا } أي انتظرنا نتفهّم. { وَاسْمَعُوا } ما يأمركم به رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: { وَلِلْكَافِرينَ } الذين لا يقولون انظرنا ولا يسمعون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم { عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي موجع.
وقال الكلبي: راعنا كلمة كانت العرب يتكلَّمون بها. يقول الرجل لصاحبه: ارعني سمعك. فلما سمعتهم اليهود يقولونها للنبي أعجبهم ذلك. وكان راعنا في كلام اليهود هو الشيءَ القبيحَ يَسُبُّ به بعضهم بعضاً. قالوا: كنّا نسبّ محمداً سرّاً؛ فالآن فأَعلِنوا له السَّبّ. فكانوا يأتونه ويقولونه: يا محمد راعنا ويضحكون. فعرفها رجل من الأنصار كان يعرف لغتهم، فقال: يا أعداء الله، عليكم لعنة الله، والذي نفسي بيده لو سمعت رجلاً منكم بعد مجلسي هذا يعيدها لأضربَنَّ عنقه. فقالوا: أولستم تقولونها؟ فقال الله: { يَا أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا }. فقال المسلمون: الآن فمن سمعتموه من اليهود يقول لنبيّكم: راعنا فأوجعوه ضرباً. فانتهت عنها اليهود.
وقال بعضهم: انظرنا انظر إلينا واسمعوا ما يقول لكم.