قوله: { وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ } أي أنهما فريضتان واجبتان لا رخصة
لأحد فيهما. قوله: { وَمَا تُقَدِّمُوا لأَِنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللهِ } أي تجدون ثوابه
في الآخرة. { إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }.
قوله: { وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى } قالت اليهود: لن
يدخل الجنة إلا من كان يهودياً، وقالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانياً
{ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ }. قال الله: { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ } على ذلك. قال الحسن: هاتوا
حجّتكم. وقال غيره من المفسّرين: هاتوا بيّنتكم { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أي إن كنتم
تدخلون الجنة كما زعمتم.
ثم كذّبهم وأخبرهم أن الجنة إنما هي للمؤمنين ولستم بمؤمنين فقال: { بَلَى
مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ } أو وجهته في الدين { وَهُوَ مُحْسِنٌ } أي وهو مُكْمل العمل
{ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }.
قوله: { وَقَالَتِ اليَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ اليَهُودُ
عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الكِتَابَ } يعني التوراة والإِنجيل، أي فكيف اختلفوا وتفرَّقوا
والكتاب واحد جاء من عند الله، يصدّق بعضه بعضاً قال: { كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ
يَعْلَمُونَ } يعني النصارى { مِثْلَ قَوْلِهِمْ } يعني مثل قول اليهود. قال الله: { فَاللهُ
يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } فيكون حكمه فيهم أن يكذبهم
جميعاً ويدخلهم النار.